عاجل

من الأخر

نحن نلعب الكرة !

د. أسامة أبوزيد
د. أسامة أبوزيد

قمة المتعة والإثارة فى يورو 2020، كرنڤال الشياكة فى معظم مدن أوروبا التى استضافت مباريات منتخباتها وغيرها.
حلاوة فى التنظيم.. إبداع فى التصوير.. شياكة فى جميع جنبات الملعب.. مهارات فنية راقية تنتزع الآهات فى كل اللحظات.. فعلا مونديال راقٍ بكل المقاييس.

هل نلعب كرة القدم؟
هذا السؤال يتردد عندما تشهد ماراثوناً طويلاً من الفنيات واللمسات المليئة بالحرفنة.. وبطبيعة الحال.. تدخل فى مقارنات.. هل هذا اللاعب أفضل.. أم لاعب الأهلى أو الزمالك أو غزل المحلة؟!.
هل المدير الفنى الذى استطاع ان يقلب المباراة بتعديل أو تغيير.. أم موسيمانى أو كارتيرون فى المواجهات الأفريقية أو المحلية؟!
ربما ينال حسام البدرى المدير الفنى للمنتخب من الحب جانباً.. فهل حسام بمنتخبنا الحالى يستطيع مواجهة بلجيكا.. المنتخب المهارى المتكامل والذى خرج بأعجوبة على يد ايطاليا.. أم نحن مازلنا بعيدين ولا نلعب كرة القدم!!
نحن نلعب كرة القدم، لكن المقارنة بالمنتخبات العالمية يعتبر ظلما، لأن الفوارق والأسعار وقوة المنافسات تختلف تماماً عما نشاهده فى ملاعبنا أو ما يحيط بكرة القدم!!
الاحتراف لا يطبق فى مصر.. ولكن هناك «هبش» الملايين التى تصيب اجدع بنى آدم بالاحباط.. وبالتالى فإن الوظيفة خارج المستطيل الأخضر.. ربما يكون تاجراً أو رجل أعمال أو مقاولاً أو صاحب شركات سياحة.. أو غيرها!!
أتصور أن اللاعب فى أوروبا صاحب بال واحد فقط.. لاعب كرة قدم.. والدليل ان المناخ المناسب عندما يتوافر.. نستطيع أن نتألق ونبدع ونتفوق.. وهذا ما حدث لكل لاعبينا المحترفين الذين تركوا بصمة.. ومازال الآخرون يعطون إلى الآن.. والدليل محمد صلاح الذى أجاد فى الغالبية من الدوريات التى انطلق فيها.. وأصبح واحدا من أفضل نجوم العالم وصاحب الشعبية الكبرى فى كل الملاعب العالمية.
المسابقات فى مصر تحتاج الى تطوير وتعديل.. الاختيارات فى قطاع الناشئين تحتاج إلى سياسة اختيار الأفضل بعيداً عن «الوساطة» وابن مين وقريب مين.. لأن الكرة لا يوجد فيها مجاملة.. لأن 80٪ من المتواجدين فى أى مكان أو حول أى ملعب يعرفون القواعد والمهارات ويستطيعون التمييز بين «الخيار والفقوس»!!
الدورى فى مصر ساخن جدا هذا الموسم.. والصراع على أشده لكن المقارنة ظالمة جدا بين دوريات اوروبا الكبرى.. ونستطيع أن نكون فى الوسط.. دوريات محترمة.. لكن النوعيات مختلفة والسبب ببساطة النظام واحترام اللاعب لنفسه وللكيان.
شوقى غريب .. فى محنة
كان الله فى عون شوقى غريب المدير الفنى للمنتخب الاوليمبى.. «خبطتين» فى الراس توجع.. محمد صلاح ثم مصطفى محمد بأدائه الراقى الآن فى الدورى الاوروبى التركى بعيدان عن الفراعنة فى طوكيو.
غريب شاطر.. واستاذ فى الكلام وبيعرف يلم الدور ويقدم اللاعبين.. وسلاحه وبراعته نفسيا مع اللاعبين سوف يزيد من فرصة الاوليمبى بالتألق والاجادة والظهور فى المجموعة الصعبة بمحنة اليابان.
اللاعبون الذين اختارهم غريب هم الأفضل من وجهة نظره.. وهذا حقه لأنه سيتحمل المسئولية بمفرده فى حالة الخسارة و«التقطيع».. بالتوفيق.
الشركات .. ومعاناة الأندية الشعبية
صعود 3 فرق من الشركات- فاركو وكوكاكولا والدخان- إلى دورى الأضواء والشهرة يؤكد أن الكرة أصبحت «فلوس».. وبالتأكيد هذه الفرق سوف تجدد من دمها.. وتتعاقد مع لاعبين على قدر المنافسة مع الكبار، مثلما حدث فى المقاصة والبنك الأهلى وسيراميكا وغزل المحلة وقبلهم إنبى والمقاولون.
الأندية الجماهيرة تعانى جدا باستثناء الأهلى وربما يأتى من بعده الزمالك رغم الظروف المالية القاسية فى ميت عقبة إلا أن الحلول الأخيرة بدأت تجعل الأوضاع مستقرة.. والموسم المقبل ستعانى الأندية الشعبية أكثر لان «جيب» رجل واحد لا يكفى.. أقصد الاسماعيلى والاتحاد والمصرى..
سيأتى اليوم الذى تسيطر فيه الشركات على كل فرق الدورى.. لأن الأهلى والزمالك سيتحولان إلى شركات استثمارية أيضا!!
الشناوى سيظل عملاقاً
أخطأ محمد الشناوى حارس الأهلى فى نهاية مباراة بيراميدز «قلش» أمام المرمى.. وتسبب فى تعادل فريقه وكان فعلا «منظره سيئ» لأن الخطأ لا يقع فيه حارس صغير.. ولكن ما حدث ليس نهاية العالم.. تحفيل وخروج عن النص وهجوم غير طبيعى على الشناوى الذى كان من قبل المباراة هو الفارس الأول ونجم النجوم والعملاق الذى يصعب على أى مهاجم الاقتراب منه.
أصبحنا لا نقيّم بالواقع بل بالاتجاه والنفسنة والعلاقات والانتماء.. وكأن ما فات ليس له مكان فى القاموس!!
الشناوى حارس كبير وسيظل عملاقاً.. وهذا لا يعنى أن الآخرين غير موجودين لأن كل من يتواجد فى المستطيل له دور فى أى انجاز.