بسم الله

الألعاب الإلكترونية

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

لا أبالغ إن قلت إن ٩٠ بالمائة من أطفالنا يمارسون الألعاب الإلكترونية، التى اخترعها أهل الشر للسيطرة على عقول الأطفال والشباب من أبناء العرب والمسلمين. ولست مبالغا إن قلت إنها تستهدف تخريب نفوس الأطفال والشباب، وإلهاءهم عن مهمتهم فى الحياة، العمل والإنتاج والعبادة. وهو ما تؤكده اللعبة الأخيرة التى أطلقوا عليها فورتى نايت، حيث تخيلوا هجوما على المصلين وطواف بيت الله الحرام، ليتم فيه قتل الحجاج والمعتمرين وهدم الكعبة على يد أبنائهم.
ربما يكون هذا ما دفع مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، لإصدار بيان يحذر فيه من اللعبة. ووصفها بأنها تحض على الكراهية «لما احتوت عليه من تجسيد لهدم الكعبة المشرفة». وبالتزامن مع موسم الحج. لقد سبق لمركزالأزهر العالميّ للفتوى الإلكترونية أن حذَّر من بعض الألعاب الإلكترونية التى تخطفُ عقول الشَّباب، فتشغلهم عن مهامهم الأساسية من تحصيلِ العلمِ النّافع أو العمل، وتحبسُهم فى عوالمَ افتراضيّةٍ بعيدًا عن الواقع، وتُنمّى لديهم سُلوكيّات العُنف، وتحضُّهم على الكراهية وإيذاءِ النفس أو الغير.. ومن بين الألعاب الإلكترونية التى يُحذِّر منها المركز لعبةُ فورتنايت «Fortnit» بعد تكرر حوادثِ الكراهيةِ والعنف والقتل والانتحار بسبب هذا النوع من الألعاب في وقتٍ سابق».
وأضاف: «ولِما احتوت عليه هذه اللعبةُ من تجسيدٍ لهدم الكعبة الشريفة أو العبث بها -زادها الله بهاءً ومهابة، الأمرُ الذى يُؤثّر بشكل مباشرٍ على عقيدة أبنائنا سلبا، ويُشوِّشُ مفاهيمَهم وهويتَهم، ويهوِّنُ فى أنفسهم من شأن مقدساتهم، وكعبتِهم التى هى قبلةُ صلاتهم، ومطافُ حجّهم، ومحلُّ البركات والنفحات، وأولُ بيتٍ وُضع للناس، سيما وأن النشءَ والشبابَ هم أكثريةُ جمهور هذه اللعبة. لذا، يُكرّرُ المركزُ تأكيدَه حرمةَ كافةِ الألعاب الإلكترونية التى تدعو للعنف أو تحتوى على أفكار خاطئة، يُقصَدُ من خلالها، تشويهُ العقيدة أو الشريعة أو ازدراءُ الدّين، أو تدعو للفكر اللاديني، أو لامتهانِ المقدسات، أو للعنف، أو الكراهية، أو الإرهاب، أوإيذاءِ النَّفس، أو الغير».
من أهم ما جاء فى بيان المركز حديثه وتنبيهه لأولياء الأمور، وهم هنا ليس الأب والأم فقط، بل كل ولى أمر فى التعليم أو الإعلام أو الثقافة والتعليم أو الأزهر والأوقاف أو الكنيسة أو مراكز الشباب والأندية الرياضية، أو الحكومة بصفة عامة. قال المركز: «ويُهيبُ بأولياء الأمور والجهات التَّثقيفية والتَّعليمية والإعلامية بيان خطرِ أمثال هذه الألعاب، وضررها البدنى والنفسى والسّلوكى والأسري.
دعاء : اللهم احفظ أبناءنا وبناتنا من كل شر