د. زاهى حواس يكتب لـملحق «العهد» | الثورة وعمر الشريف

د. زاهى حواس
د. زاهى حواس

هذا اليوم هو أهم يوم فى تاريخ مصر الحديث، حين استطاع القائد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن ينقذ مصر من الشر والأشرار. وأهم ما يمكن أن نتعلمه من هذا اليوم هو أن مصر رغم ما تعرضت له من محن، إلا أن الله سبحانه وتعالى يمد يده دائماً لإنقاذ هذا الشعب العظيم. والدرس الثانى هو أن جيش مصر هو درع الأمان لكل المصريين وعلينا أن نعرف أن هناك جنوداً يقدمون حياتهم دفاعاً عن شرف هذا الوطن.
دعونى أقص عليكم بعض قصص المحن التى مرت على مصر وبراعة الجيش الذى دائماً ما يقف وسلاحه على أهبة الاستعداد لطرد من يحاولون إيقاف مسيرة المصريين. فقد دخلت مصر فى مرحلة خطيرة فى تاريخها القديم وصفها لنا الأديب المصرى القديم "إيبور" حيث قال: "نصحت الملك أن يشاهد ما يحدث فى البلاد من تدهور، لكنه لم يسمع ندائي.." كما يصف لنا ما حدث للمصريين حيث قال: "تغير حال البلاد، فأصبح الفقير غنياً والغنى فقيراً، والسيدة التى كانت تشاهد وجهها فى الماء أصبح لديها مرآة، والعدو القابع فى سيناء ينتظر لحظة الضعف لكى يدخل البلاد". واستمر هذا الحال لمدة سنوات طويلة حتى جاء القائد العسكرى منتوحتب الثانى واستطاع انقاذ البلاد وتوحيدها، ثم بدأت مصر حقبة جديدة من القوة خلال الأسرة ١١.
أما المرة الثانية كانت خلال حكم الملك أخناتون، حيث تفرغ لدينه الجديد وترك البلاد فى الفوضى، بل فقدت مصر إمبراطوريتها الشاسعة، حتى جاء القائد العسكرى العظيم حورمحب وأنقذ البلاد وظل قائداً للجيش خلال عصرى أخناتون وتوت عنخ آمون من بعده، كما وقف بجوار الملك آى خليفة توت عنخ آمون والذى لم يكن ذا دم ملكي، ولم يحاول حورمحب أن يحكم مصر إلا بعد أن وجد ضرورة لإنقاذ مصر.
سافرت يوم ٣٠ يونيو إلى المغرب للاشتراك فى ندوة "أصيلة" الشهيرة والتى يديرها الوزير السابق محمد بن عيسى وأنا فاقد الأمل فى الإصلاح ببلادي. فكنت أرتعد من الخوف على الشعب وعلى تراث مصر ولم أتصور أن وقوف الملايين فى الشوارع للمطالبة بطرد الغزاة -وهم فعلا غزاة لأنهم ضد الشعب- يمكن أن ينجح فى طرد الرئيس الذى كان همّه الأكبر إرضاء أسياده وليس الشعب الذى انتخبه، وساءت أحوال البلاد مثل ما حدث أيام إيبور منذ ٤٢٠٠ عام. وبعد زيارتى للمغرب سافرت إلى باريس لكى ألتقى بصديقى عمر الشريف، وحين التقينا على العشاء أقسم لى عمر بأنه لن يعود إلى مصر مادام الإخوان يحكمون البلاد. وما إن فتحت الموبايل لمتابعة الأخبار حتى عرفت أن الجيش والقائد عبد الفتاح السيسى طالب الرئيس فى ذلك الوقت بأن يقوم بعمل انتخابات مبكرة، لكنه رفض. لذلك قام الجيش المصرى بطرده للحفاظ على الشعب ولكى ينقذ البلاد من الفوضى.. وجدت نفسى أبكى وأنا أحتضن عمر الشريف وأقول تحيا مصر.. تحيا مصر.