أما قبل

أستاذنا الكبير.. سلامتك

داليا جمال
داليا جمال

لعلها المرة الاولى التى أكتب فيها مقالا من القلب.. بعيدا عن حسابات العقل والمنطق.. والسياسة والاقتصاد.. ولعلها المرة الأولى التى أكتب فيها مقالا من القلب فقط لأطلب من كل قرائى أن يشاركونى الدعاء بالشفاء التام لأستاذى الكاتب الكبير صبرى غنيم، متوسلة إلى الله أن يشمله بعفوه، ليتجاوز أزمته الصحية وتمر عليه بردا وسلاما..
ليس لأن صبرى غنيم هو أبى الروحى وأستاذى ومعلمى الأول فى عالم الصحافة فحسب، ولكن..لأن صبرى غنيم الأستاذ، كان دائما الشخصية الأكثر إنسانية التى لا تتكرر فى العمر مرتين، ولأنه ذلك الإنسان الذى يترك بصمة جميلة فى حياة كل من عرفه، فمنذ دخولى عالم الصحافة بحلوها ومرها وحكاياتها الموجعة والمضحكة، لم أقابل اسما لم يختلف عليه اثنان فى حبه للخير ومساندته لزملائه، وللضعفاء والمظلومين، إلا صبرى غنيم.
نعم.. أقر وأعترف أننى وغيرى قد نختلف مع رؤيته ككاتب، ومع توجهاته وقناعاته تجاه البعض،إلا أننى أبصم بأصابعى العشرة، وأشهد أمام الله أن الأستاذ صبرى لم يبخل يوما بعلمه وجهده على أحد، وأنه كان نعم العون والسند للكثير من شباب الصحفيين وغيرهم، مساندة الأب لأبنائه،دون أن يذكر يوما معروفا قدمه لأحد، ودون أن يمن يوما بعطائه وسخائه غير المسبوق على صاحب حاجة.
ولكن.. سيرته الحلوة وعطاءه المتدفق كانا دائما يسبقان اسمه فى المجالس، فكم من عروس أسعدها بمساعدة ضخمة لإتمام زواجها، وكم من شاب فاجأه الأستاذ صبرى بشراء شبكة عروسه هدية منه، وكم من أسر ساعدها للحصول على شقة للم شمل الأسرة، وكم من أب سعى لتعيين ابنه فى وظيفة، وكم من مظلوم سخر قلمه وعلاقاته للدفاع عن حقه ورفع الظلم عنه، وكم من آباء وأمهات قصوا حكايات عما قدمه لهم من عون لدخول أولادهم لكليات طالما حلموا بها. 
واليوم.. يرقد أستاذى العزيز أسير فراشه عقب أزمة صحية عنيفة. تحتاج لدعوات مخلصة من قلوب صادقة تبتهل لله تعالى، بأن يعود صاحب القلب الطيب وأستاذ الأجيال لكل تلاميذه وأسرته ومحبيه سالما معافى.. من قلبى أقول لأستاذى الكبير صبرى غنيم... أستاذنا سلامتك.. الف مليون سلامة.