نوبة صحيان

عودة الروح والوعى والجمهورية الجديدة

أحمد السرساوى
أحمد السرساوى

بأقدام ثابتة.. تنعم مصر اليوم بالأمن والسلام والتقدم وتقف على عتبات الرخاء.
ولو لم تكن ثورة ٣٠ يونيه ٢٠١٣ ماكانت المكانة التى عليها بلادنا اليوم.. إنها الثورة التى استعدنا بها بلادنا من عصابة الجهل والخيانة والعِمالة وتسخير الدين لأغراض دنيئة لا تليق بجلاله ونقائه، إنه اليوم الذى استعدنا فيه الروح لشعبنا والوعى لبلادنا الحبيبة.
وعندما كتب العملاق الكبير توفيق الحكيم رواية «عودة الروح» وكتاب «عودة الوعى» بفارق زمنى بينهما يزيد على ٣٠ عاما.. وجد أن ما يوحد المصريين الحقيقيين بكل تنوعاتهم هى الثورة ضد كل ظلم وخوف وقهر، وتطلعهم لحياة يملؤها الأمل والقدرة على الإنجاز، وإحراز الانتصارات، وبث الطموح والانطلاق للمستقبل باستنارة وتقدم ورغبة فى حياة كريمة.. إنها نفس مطالب شعبنا كما أرادها دائما.
واعتبر الحكيم أن ذلك جزء مهم من المخزون الحضارى والمعرفى الممتد داخل نفوس المصريين لأكثر من ٧ آلاف عام، هو شيء يظهر ويتكثف لينفجر ثورة إذا شعر الشعب بالخطر على مصيره ومصير بلاده.. يتحرك أسرع مما يتصور البعض رغم مخزون الصبر الرهيب أيضا داخل قلوب المصريين.
لذلك ما حدث من ثورة الشعب فى ٣٠ يونيه بعد ٣٦٨ يوما من حكم جماعة الإخوان الإرهابية (سنة كاملة وثلاثة أيام بلياليهم).. كان أسرع قراءة فى التاريخ لمشهد كنا نعيشه فى ذهول، ونحن نرى بلادنا تنهار قطعة قطعة مع كل قرار منهم، ومع كل ساعة تمر فى تلك الأيام الكئيبة.
ما تنعم به مصر اليوم من تقدم وارتقاء ونمو وقوة بكل عناصر القوة الشاملة للدولة، بمشاهدات نراها ونعيشها ونلمسها على أرض الواقع.. بشهادات دولية من منظمات متخصصة مرموقة أو من قوى عالمية.. مدين فى تقديرى لعاملين وعنصرين مترابطين.. الأول ثورة الشعب فى ٣٠ يونيه على الجماعة الإرهابية، والثانى وجود إرادة سياسية حديدية لا تعرف اللين يقودها رئيس مخلص نزيه يعرف ما يريد لمصرنا ومعه مؤسسات الدولة وشعب أدرك طريقه نحو عودة روحه التى كانت مُستلبة ومسروقة منه فى غفلة زمن، ووعيه الذى كان مفقودا تائها فى زحام الحياة.. فحققهما خلال سبع سنوات ماضية، وسيؤكدهما فى أعوام قادمة.. إنهما عنصران صنعا معا جمهوريتنا الجديدة.