في «عيد الأب».. حكايات من صناديق الذكريات بين الآباء والأبناء

سهر هشام مع والدها
سهر هشام مع والدها

داخل صندوق ذكريات الأبناء مع الآباء قصص وحكايات ومواقف، ورحلة طويلة من التربية إلى الصداقة.. ومع حلول عيد الأب تفتح «شباب زون» ذلك الصندوق مع الأبناء ليروا قصتهم مع أبائهم الذين لا يملون من الاحتفال مع أبنائهم وهم ويكبرون عاماً تلو العام أمام أعينهم.

البداية مع إبراهيم إمام، خريج كلية التجارة جامعة حلوان، الذي قال إن علاقته بوالده مميزة منذ يومه الأول في الدنيا بعدما أنقذ الأب ابنه وتبرع بالدم لينقذه من خطأ طبي أثناء الولادة تسبب له في النزيف، متابعًا: «من يومها أعيش بسبب دم أبي».

ويضيف أن علاقته بوالده مختلفة باعتباره الصاحب والداعم الأول، وهو ما جعل طلب الأب لإبراهيم بأن يجتهد ويحصل على الامتياز في عامه الأخير بالجامعة مهمة صعبة وثقيلة يخشى أن يفشل فيها، ومع يوم النتيجة قرر ألا يعود إلى البيت إلا بعد إعلان النتيجة.

ويحكي إبراهيم عن فرحة أبيه بعد حصوله على الامتياز أنه فوجئ بدموع والده تنهمر، وأن ذلك الموقف تكرر أثناء حفلة التخرج وحصوله على درع الكلية لتفوقه وكونهم أوائل الدفعة، ويعلق: «دموع أبى ونظرة الفخر التي رأيتها كانت أعظم لحظاتي، شعرت خلالهم أني أطير بجناحات».

أما طقوس سهر هشام طالبة كلية الهندسة، يوم الجمعة مع والدها مختلفة ومميزة، وأنها تعتبره احتفالا أسبوعياً يخصهما فقط، وقالت إنه يكون يوماً واحتفالاً غير نمطي، إذ يبدأ أحياناً مع ساعات الفجر الأولى بالإفطار في أحد المطاعم قبل الخروج في نزهة بالسيارة أو تمشيه، وفي أوقات أخرى يكون بعشاء خارجي، وفى أغلب الأحيان نجلس على مقهى في نزهة.

أما عبد الرحمن إمام، صاحب الـ ٢٨ عاما لم ينس لوالده احتفاله بعيد ميلاده الخامس، رغم ظروف تعبه وقته، ويقول إن والده تفهم رغبته الطفولية فى الاحتفال بعيد ميلاده وشراء دراجة و«اسكوتر»، وصمم على مفاجأته وإقامة احتفال يحضر فيه العائلة بالكامل، مضيفا: «لم ينس مشهد والده أثناء دخوله عليه ومن خلفة العائلة ويمسك فى أيديه «التورتة» وهم يقدمون الهدايا له»

وفى النهاية كانت إسراء محمد خريجة كلية الطب البيطري والتي ترى والدها سندها الدائم، وأنه كان دائما ما يترك لها حرية الاختيار فى القرارات مع النصح والتوجيه الدائم لها، وهو ما جعلها تشعر بالثقة بنفسها واختياراتها.

وتروى إسراء أنها لا تنسى حماية والدها لها في صغرها بعدما ضربها مشرف أتوبيس المدرسة، مضيفة: «في اليوم التالي فوجئت بالمشرف يعتذر لي، وعندما عدت لوالدي لأخبره قال إنه ذهب له صباحا وأخبره بالاعتذار لي وأن يعلم جيدا أنى محمية، وأنه يقف خلفها، مختتمة: «ومن وقتها أشعر أنه حمايتي الدائمة والحصن الذي اختبئ فيه».