عاجل

مصر المستقبل

أين «الأب المثالى»

ياسمين سامي
ياسمين سامي

خضت رحلة طويلة للبحث عن جهات تمنح جائزة للأب المثالي، بما ان اليوم هو عيد الأب أو يوم الاب العالمي، ولم أجد فى محركات البحث حتى على المستوى العالمى سوى عدد ضئيل للغاية من بعض المؤسسات التى خصصت جائزة الأب المثالى مثلما الحال مع الأم المثالية، حتى أن هناك بعض الجهات أعطتها كاستثناء فى عام واحد فقط ولم يتكرر، وحتى عيد الأب.

لا يوجد جائزة ثابتة تحظى بالأضواء للأب المثالى وكذلك لا يوجد تسليط إعلامى قوى على يوم الأب كما هو الحال بالنسبة للأم، فالسؤال هو: ألا يوجد آباء يستحقون التكريم؟!  رأيت بحكم طبيعة عملى مئات القصص − وما خفى كان أعظم− لآباء فعلوا المستحيل من أجل إسعاد أبنائهم وكل أب وله طريقة، رأيت من يوفر المال من معاشه لأبنائه السبع وزوجته حتى وإن تناول طعامه كصدقة مقدمة له من أصحاب الخير فى أحد المساجد الكبرى، ورأيت من توفت زوجته فى عز شبابه، تاركة له ٣ أبناء فى عمر الزهور، ليقوم هو بدور الأم قبل الأب، رأيت من أصيب أثناء عمله وحذره الأطباء من عدم بترها لأن بقاءها قد يصيبه بالغرغرينا إلا أنه رفض كى يستطيع مواصلة عمله فى الورشة ولأنه عائل أسرته الوحيد، فالأب، هو من عانقت يديه أناملنا الصغيرة منذ خطواتنا الأولى. ورأيت وجلست وقمت وتعلمت وأصبت بالإحباط ونهضت من جديد، وكل ذلك فى كنف أبى الذى إن اجتمع العالم كله وخصصوا تاريخ اليوم كعيد للأب، فلن اعترف الا بيوم ميلاده، بل إن كل يوم يمضى برفقته هو عيد.

لكل أب، كل عام وانت "حسك بالدنيا"، ولكل من فقد والده أنصحه بالدعاء الدائم له، ولتكن عمله الصالح فى هذه الحياة، ولأبى خاصة المهندس سامى عبد الستار، من باسمه أحيا وعلى خطاه أسير، كل عام وانت بخير، وانا أعلم جيدا أنه لولاك بعد الله، لما أصبحت ما أنا عليه، وأعلم أيضًا علم اليقين أنك لا تنتظر أى كلمات شكر أو حتى هدايا او تكريم ولا أى مقابل بأى شكل نظير وقوفك الدائم ودعمك وتضحياتك التى لا تقدر بثمن وما قدمته لنا، لكنى لا أملك سوى كلماتى هذه، دمت داعما لي، دمت أبي.