المشهد

اعترافات صفية العمرى

خالد محمود
خالد محمود

بقلم/ خالد محمود

أدهشتنى بحق النجمة صفية العمرى فى شهادتها على تاريخها بين ماض وواقع، بل ومستقبل الحياة الفنية فى مصر، ذلك خلال الندوة التى اقيمت لتكريمها بمهرجان الاسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية وأدارها الناقد الكبير طارق الشناوى.

كشفت الفنانة الكبيرة عن ثقافة خاصة ونظرة ثاقبة ورؤية صادقة تضاهى عددا من نجمات العالم، اللواتى قدمن أعمالا كبيرة ويدركون قيمة الفن والفنان الذى يتمسك بنهجه وتحقيق مسيرة مشرفة وحافلة تبقى فى التاريخ، لا يحيد عنها أبدا مهما قسا عليه الزمن وتغيرت مفردات عصره. قالت صفية العمرى ان الفنان يشعر بالقهر الحقيقى عندما تأتى إليه أدوار متواضعة لا تناسبه وغريبة عنه، وتقلل من رصيده.. " نعم أشعر بالقهر، حينما يعرض على عمل سخيف، فهذا أمر يغضبنى للغاية، فكيف تم عرض مثل هذا العمل على بعد تاريخى الطويل، والأعمال الهامة التى قدمتها، وعليه أرفضه تماما مهما كانت الإغراءات المادية، حتى لو عرض على مليون جنيه مقابل كلمة واحدة غير لائقة فى عمل.. فلن أتنازل مهما وصل بى الأمر "

هنا صمتت صفية للحظات ثم واصلت بنظرة بها كل عزة النفس " لكنى فى الوقت نفسه لم أفكر فى الاعتزال خاصة أن الفنان بشكل عام معطاء..الفنان لا يعتزل، ولكنه يجبر على الاعتزال واقصاؤه من المشهد يجعله مقهورا، ورغبة منه فى الصراخ يعلن اعتزاله، لكن بداخله لا يعتزل ولديه قوة وطاقة وخبرة لسنوات طويلة".

فى شهادتها لم تكن تريد صفية العمرى استخدام وصف "خيل الحكومة" على الفنانين الكبار، لكنها تشعر بالأسى على حال جيل كبير من الفنانين يعانى البطالة.

لكنها اعترفت بضرورة التعايش مع الفكر الجديد بثقافته وطموحه واحلامه، وتطالب بتضافر الأجيال والعمل سويا وانها تحب التعاون مع المخرجين الشباب لأن لديهم رؤية وأفكار جديدة، وإنها سعيدة بالتواجد فى الفيلم الروائى القصير "كان لك معايا"، والتعاون مع المخرجة الشابة روجينا بسالى متمنية أن يكون هناك تضافر بين الشباب والنجوم الكبار للاستفادة من خبراتهم، مؤكدة أنه أحد الأعمال الفنية المهمة فى مشوارها الفنى المليء بالأعمال الفنية الخالدة وهو نتاج مجهود كبير وإخلاص شديد فى عملها.

بقدر واقعية صفية العمرى فى اعترافاتها بقدر شاعريتها الطاغية فى الدور الذى جسدته بالفيلم، وهى شخصية ليلى التى كانت كانت تقوم بتنفيذ فساتين سعاد حسنى، تعيش قصة حب كبيرة مع شريف وتمنعه الظروف الاجتماعية من الزواج، يفترق الاثنان، ثم يعودان مرة أخرى بعد سن المعاش ويتفقان على الزواج فى مشهد كان بمثابة حياة.