الاستخدام العشوائي لـ«المضادات الحيوية».. طريق سريع لـ«الفطر الأسود والهيربس»

القصبى خلال استقبالهالأجزخانة المنزلية.. موت بطئ
القصبى خلال استقبالهالأجزخانة المنزلية.. موت بطئ

استخدام عشوائي لـ«المضاد الحيوي والكورتيزون والمسكن» دون استشارة طبية.


عز العرب: أي علاج لابد أن يكون بروشتة.. وحتى الصيدلى لا يحق له صرف الدواء.


سامح: تناول المريض ما تبقى من جرعات خاصة بأحد غيره كان لديه نفس الأعراض لا يجوز تحت أي ظرف.


لا يخلو بيت من الاجزخانة المنزلية، بما تحتويه من مطهرات وضمادات وأدوية برد وحرارة ومغص ومضاد حيوي وكورتيزون وغيرها من الأدوية العامة التي نلجأ إليها عادة في حالات الطوارئ ودون الرجوع للطبيب المعالج، الأمر الذي يتسبب في الكثير من المشكلات، خاصة في زمن الكورونا وفي ظل تشابه أعراضها مع أعراض الكثير من الأمراض الأخرى، بالإضافة إلى أن أغلب العقاقير الطبية لها فترة صلاحية محددة من تاريخ فتح العبوة، ولا يجوز استخدامها بعدها، تحدثنا مع عدد من المختصين في الشأن الصحي والدوائي للتعرف على كيفية التعامل مع الصيدلية المنزلية خاصة في ظل هذه الظروف.

في البداية أكد دكتور محمد عز العرب مؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، أن أي علاج لابد أن يكون تحت إشراف طبي، وحتى الصيدلي لايحق له صرف الدواء إلا "بروشتة" طبية، إلا في حالات «الأدوية على الرف» وهى تسمى الأدوية الخفيفة مثل أدوية التقلصات والخافضة للحرارة، والتي تستخدم في الطوارئ حتى الذهاب للطبيب.

وعن الصيدلية المنزلية، قال، إنه يجب عدم تخزين أي أدوية في المنزل، خاصة أن هناك أسس معينة للتخزين لو فقدت قد يفسد الدواء، فنأخذ الدواء بإشراف طبي حسب الحالة وقتها، ولا نترك سوى كميات بسيطة من المسكنات مثلاً والمطهرات والضمادات التي يجب أن تكون في المنزل مع اتباع تعليمات التخزين السليمة، ولكن لا يمكن تخزين أدوية مضادات أو كورتيزون وتناولها دون أن يقرها الطبيب.

وتابع، إن أدوية الشراب بمجرد فتح الزجاجة فإن لها صلاحية محددة تفسد بعدها، ودرجة فساد أو عدم صلاحية أدوية الشراب تختلف من نوع لآخر، وقطرات العين أيضا لها صلاحية يفضل ألا تتجاوز الأسبوع بعد الفتح.

وأوضح عز العرب، أنه حتى لو يعانى الشخصين نفس الأعراض فإنه قد لا يناسبهم نفس الأنواع ونفس الجرعات، فليس كل الأنواع مناسبة لكل الأشخاص، والبعض قد يكون لديه موانع لبعض الأدوية.

واختتم « بشكل عام فإن الإفراط في تناول الكورتيزون والمضادات الحيوية والمسكنات يقلل جهاز المناعة، خاصة لو أن الشخص لديه عوامل خطورة تضعف جهاز المناعة عن العادي، فهؤلاء استخدامهم مثل هذه الأدوية معهم جريمة، ويؤدي إلى نشاط الكائنات الانتهازية، وبالتالي تتسبب في ظهور بعض الأمراض مثل الفطريات بأنوعاها «الأسود»، وبعض الفيروسات مثل "الهيربس".

وأكد دكتور هاني سامح صيدلي وخبير دوائي، أن هذا الكلام لايصح إطلاقا، ومرفوض تماما علميا وطبيا، منوهًا أن الدواء مدة صلاحيته داخل المنزل لاتزيد عن 15 يومًا من تاريخ فتح العبوة في حالات الأدوية السائلة أو الكريمات والقطرات، هذا بالإضافة إلى أنه لايجوز تمامًا تناول أي دواء إلا بوصفة طبية من طبيب مختص.

وأوضح أن الأدوية المسموح تناولها بدون وصفة تسمى «OVER THE COUMTER » أدوية الرف، وهى تكون أنواع بسيطة، تعتبر مكملات غذائية أو فيتامينات أو منشطات، بخلاف هذه الأدوية المحدودة لايجوز تناول أي أدوية أخرى إلا بوصفة طبية.

وأشار دكتور هاني إلى أن الصيدلية المنزلية أغلب المتعاملين بها يتعاملون بالمضادات الحيوية، فيشترى أي أفراد الأسرة المضاد الحيوى، وعندما يشتكى أحد من أي أعراض يعطيه منه، وهذا للأسف تسبب في ظهور سلالات مقاومة من البكتيريا، وتسببت في ضعف منظومة المضادات الحيوية بشكل كبير جداً.

وأشار أن البعض أصبح يُدخل أدوية الكورتيزون ضمن الصيدلية المنزلية مع انتشار فيروس كورونا، مؤكدًا أنه لا يجوز لأي شخص حتى لو أنه متخصص في المجال الطبي ولكن ليس في تخصص المرض المراد علاجه أن يوصف دواء معين، قائلا: «فلا يصح أن يتعرض الطبيب العام مثلا لاختصاصات طبيب القلب، والصيدلي نفسه ليس من حقه أن يصرف دواء من نفسه».

 وأكد إلى أن قانون مزاولة مهنة الأطباء يقول، إن اختصاصات الطبيب هو وصف الدواء، وهذا الوصف هو حق حصري ووحيد للطبيب المختص، والصرف حق للصيدلي، فلا يجب أن نخلط بين الوصف والصرف، معلقًا «هذا ونحن نتحدث عن مختصين وعاملين في المجال الطبي، فما بالنا ونحن نتحدث عن أشخاص لا علاقة لهم بالمجال تمامًا سوى أنهم مرضى».

وأشار الخبير الدوائي، أن المضادات الحيوية لايجوز وصفها إلا بعد عمل تحاليل وكشوفات إكلينيكية على المريض توضح الكثير من الأمور لنتلافى المشاكل وسوء الاستخدام وظهور سلالات مقاومة من البكتيريا، متابعًا أن ما يحدث في أغلب البيوت من تناول المريض ما تبقى من جرعات خاصة بأحد غيره كان لديه نفس الأعراض، لايجوز تحت أي ظرف، خاصة ونحن نتحدث عن مضادات حيوية وكورتيزونات وأدوية مثبطة للمناعة، وهذا ما يتسبب في ظهور بعض المشاكل الكبرى مثل «الفطر الأسود».

وأكد أن القانون جرم صرف أدوية دون ترخيص مزاولة مهنة الطب، ودون من أن يكون مختص في هذا التخصص، والقانون هنا يعاقب بالحبس من سنتين إلى ثلاث سنوات من يقوم بذلك.

دكتور رشوان شعبان عضو مجلس نقابة الأطباء، يرى أن الأدوية الموجودة في المنزل يفترض أنها فقط للأمور الشائعة مثل المغص أو الصداع أو القئ أو الحرارة المؤقتة، هذا مقبول أن يتواجد فى المنزل، مستكملاً «لكن في عصر الكورونا فإن أعراضًا كثيرة تتشابه مع أعراض الكورونا، مثل النزلات المعوية ونزلات البرد، وكثير من الحالات لا يتم تشخيصها مبكراً بسبب أننا نأخذ أي دواء من نفسنا أو من خلال المعارف، خاصة لو متوفر بالصيدلية المنزلية دون الرجوع للطبيب، وهذا يؤدي إلى أن الحالة تسوء لأنها لم تشخص من البداية».

مستكملا «يستحسن في هذا الوقت وفي ظل هذه الجائحة ألا «نفتى»، ونتعامل مع كافة الأعراض مهما كانت بسيطة باحترام شديد ونكشف ونأخذ ما يصفه لنا الطبيب من علاج يناسب الحالة والشخص».

وعن الإسراف والتهاون في تناول الكورتيزون والمضادات الحيوية فأكد دكتور رشوان أنها من المفترض أصلا ألا تكون موجودة بالصيدلية المنزلية، قائلا «نحن نخشى من إسراف بعض الأطباء في كتابة هذه الأدوية التي قد تتسبب في الكثير من المشكلات، فما بالنا بأن يكون التعامل معها شخصي من المتوفر من أدوية في المنزل، هذا مرفوض تمامًا في هذا الوقت».

 وتابع عضو الأطباء، إن الصيدلية المنزلية مرفوضة تمامًا هذه الأيام، وحتى الأمور البسيطة من صداع وحرارة خفيفة أو مغص فإننا نأخذ منها فقط انتظارًا للذهاب للطبيب، منوهًا أن الدواء سلعة قد يكون للبعض علاج والآخر سم، والطبيب فقط هو من يمكنه استخدامها بشكل صحيح.

صيدلية عمرها 100 عام تحكي تاريخ الدواء في مصر | فيديو