إشتروا مني

منظومة الشكاوى الحكومية.. جنود لا تنام

هناء عبدالفتاح
هناء عبدالفتاح

بقلم/ هناء عبدالفتاح

فى يوليو من العام 2017 أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسى قراراً جمهورياً بإنشاء منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة، وكانت الفكرة هى دمج جميع مكاتب شكاوى المواطنين على مستوى الجمهورية فى منظومة موحدة تتلقى شكاوى شعب مصر هاتفيًا وإلكترونيًا وتعمل على حلها بالتنسيق مع الوزارات والمصالح والأجهزة الحكومية مع ضمان كافة التدابير اللازمة لتوفير آلية سليمة لتداول الشكاوى وسرية بيانات مقدميها.

والحقيقة أن الذى تم على الأرض هو عمل بطولى من الطراز الفريد، وأن الرئيس عندما اتخذ القرار كانت رؤيته عن التنفيذ عبارة عن معادلة المواطن فيها طرف يطمئن ويهدأ والحكومة فيها طرف لا يعرف راحة ولا هدوءا.

 تفاعلت منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة مع مشاكل المواطنين باهتمام يتلاحظ يومياً وبأداء يتطور دورياً وبحرفية تزداد سنوياً، بيد أن الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء استعرض فى أحد مؤتمراته بالأرقام حجم الإنجاز الذى تم كماً وكيفاً، وذكر أنه على مدار 3 سنوات تم التعامل مع أكثر من 2 مليون شكوى لمواطنين طلبوا الإغاثة على المستوى الصحى والتعليمى والأمنى والاجتماعى وغيره، وتم حسم حوالى 90% منها.

المنظومة كيان نفتخر بوجوده ونتشرف بعرض ما قدمه لإغاثة الملهوفين وبسرد مجهوده فى التسهيل عليهم، كيان يديره الدكتور طارق الرفاعى بأداء المخلص المحترف ومعه جنود لا تنام، يتواصل معهم المواطن أى وقت على مدار اليوم يردون عليه ويتلقون شكواه أيا كان نوعها ويتابعونه بخطوات الحل أولا بأول دون ضجر ودون التخلى عن صيغة الهدوء واللياقة، واللافت أنه كلما زاد نجاح هذا الكيان فى التعامل مع الجمهور انتشر خبره بين الناس أكثر وزاد الإقبال عليه أكثر وزاد التحدى الذى يواجهه أكثر وأكثر، كلنا نؤدى عملنا ونبذل فيه مجهودا، لكن أن يكون عملك هو التعامل مع شكاوى واستغاثات وكروب تحاصرك من جميع الاتجاهات على مدار الساعة ومطالب بحلها جميعاً فى أسرع وقت فقطعاً هذا عمل شاق إلى حد بعيد، ويؤجر القائمين عليه أجرا من السماء بالإضافة لأجرهم فى الأرض، كل الشكر والتقدير والعرفان لتلك المنظومة والقائمين عليها ولصاحب قرار وجودها من الأساس ولمن يديرها حرصاً على الحفاظ على أدائها متقدماً دون تراجع.