سيد حجاج
يعد الجامع الأموى فى دمشق من روائع الفن المعمارى الإسلامى، بدأ بناؤه عام 705م وانتهى بناؤه 715م، وتكلف آنذاك ما يقرب من 560000 ألف دينار ذهبى، وقد حشد له صنّاعاً من الفرس والروم وأوفد امبراطور بيزنطة مائة فنان يونانى للمشاركة فى التزيين. يقع الجامع الأموى فى قلب المدينة القديمة، له تاريخ حافل فى جميع العهود والحضارات، كان فى العهد القديم سوق ولما دخل المسلمون إلى دمشق، المرة الأولى دخلها القائد خالد بن الوليد عنوة، والمرة الثانية دخلها أبوعبيدة بن الجراح صلحاً، فصار نصفه مسجد ونصف كنيسة، ثم قام الخليفة الأموى الوليد بن عبدالملك سنة 86هـ الموافق 705م بتحويل الكنيسة إلى مسجد وأعاد بناؤه من جديد وكساه وزيّنه بالفسيفساء والمنمنمات والنقوش وبأفضل ما زينت به المساجد فى تاريخ الإسلام. وفى المسجد الأموى أول مأذنة فى الإسلام اسمها مأذنة العروس وله اليوم ثلاث مآذن وأربع قباب وقبة كبيرة قبة النسر وثلاث قباب فى صحنه وأربعة محاريب لكل المسلمين، بالإضافة إلى مشهد عثمان ومشهد أبوبكر ومشهد الحسين ومشهد عروة ولوحات جدارية ضخمة من الفسيفساء وقاعات ومتحف فى داخله، فى داخله ضريح النبى يحيى عليه السلام، وبجواره يرقد البطل صلاح الدين الأيوبى، وبالقرب منه كثير من مقامات وأضرحة رجال ومشاهير الإسلام، وقد صلى فيه أهم المشاهير فى تاريخ الإسلام والفاتحين وعدد كبير من الصحابة والسلاطين والخلفاء والملوك والولاة وكبار علماء المسلمين، وهو أول جامع يدخله أحد بابوات روما عندما زار مدينة دمشق، وسبب الزيارة كان بهدف زيارة قبر القديس بوحنا المعمدان وليس لزيارة الجامع الذى هو فى الأصل كنيسة، كان ذلك عام 2001.
المسجد الأموى الذى شيده الوليد بن عبدالملك يعد رابع أشهر المساجد الإسلامية بعد حرمى مكة والمدينة والمسجد الأقصى، كما يعد من أفخم المساجد الإسلامية وأحد عجائب الإسلام السبع فى العالم.