غادة والى فى حوار الذكريات مع «الأخبار»

الرئيس يهتم بالتفاصيل والأرقام ويتابع معدلات التنفيذ

 اجتماع الرئيس مع غادة والى قبل السفر للآمم المتحدة
اجتماع الرئيس مع غادة والى قبل السفر للآمم المتحدة

ذاكرته حديدية يجمع بين الحزم واللين

رغم مشغولياتها الجسام فى منصبها الحالى كأول امرأة عربية وأفريقية تتولى منصب وكيل السكرتير العام للأمم رئيس مكتب الأمم المتحدة فى فيينا والمدير التنفيذى للمنظمة الأممية للمخدرات والجريمة، إلا أنها لا تتأخر عندما أطلب منها المشاركة فى أى ملحق تصدره «الاخبار» خاصة فيما يتعلق بالرئيس عبد الفتاح السيسى الذى تعاملت معه لسنوات طويلة. فى هذا الحوار تسترجع غادة والى ذكرياتها مع الرئيس السيسى منذ أن كان وزيراً للدفاع فى حكومة المهندس إبراهيم محلب، حتى أصبح رئيسا للجمهورية.


أشارت إلى أنها عملت تحت قيادة 3 من أفضل رؤساء الحكومة المصرية، وتحدثت عن الإنجازات التى تحققت فى عهد الرئيس، ورؤيتها لمصر الجديدة التى لا تنام لتحقيق حلم التنمية المنشود رغم التحديات، كما روت قصة دعم القيادة السياسية لها للحصول على المنصب الأممى.


وقالت: لولا ثورة 30 يونيو لكان المشهد قاتماً مخيفاً فى مصر والمنطقة العربية، وترى أن اجمل صورة فى ذهنها هى صورة التجمع الوطنى لكل طوائف الشعب حول الرئيس فى دار الاوبرا، وهى بينهم، وغيرها من الذكريات الجميلة فى حوارها مع «الأخبار».

يبدأ عمله فى الخامسة صباحاً.. ويتواصل مباشرة مع الوزراء

 تعاملت مع الرئيس على مدار ٦ سنوات تقريباً، ما هو انطباعك عن شخصيته بشكل عام؟


- الرئيس شخصية استثنائية بكل المقاييس، تعاملت معه لستة أعوام ومازلت وكنت شاهدة على أحداث تاريخية بعضها معروف وبعضها غير معروف وكلها شاهدة على وطنية وشجاعة وحكمة ذلك الرجل ورؤيته الثاقبة وفهمه العميق للشخصية المصرية، والتحديات التى تواجه مصر بأبعادها المختلفة وللمشكلات التى يعانى منها المواطن المصرى البسيط.


هل تذكرين اول لقاء لك مع الرئيس؟
كان وقتها وزيرا للدفاع فى أول حكومة للمهندس ابراهيم محلب، حيث حلفنا اليمين فى مارس ٢٠١٤، وكان يحضر الاجتماعات الأسبوعية لمجلس الوزراء حتى ترشحه لرئاسة الجمهورية.


وبعد حلفى اليمين فى حكومة المهندس محلب فى يونيو، كان أول لقاء لى معه خلال الاجتماع الذى يترأسه الرئيس لإخطار الحكومة الجديدة بتكليفاتها، وكان كعادته واضحاً حاسماً محدداً، وقد دونت كل ما ذكره وما زلت أحفظه.


تحدث عن الظروف الاستثنائية التى تمر بها البلاد وحدد الهدف وهو استعادة هيبة الدولة من خلال استعاده ثقة المواطن وتثبيت أركانها وتضميد جراحها. وشدد على أهمية قيام الدولة بواجباتها فى رعاية المواطنين واستعادة شعورهم بالأمن وبالتحسن فى الخدمات، وطالبنا بالتجرد والنزاهة وبحسن معاملة المواطنين واحترامهم، وبالمتابعة لأدق وأصغر التفاصيل كل فى ملفه، وقال أن الله قد حفظ مصر وواجبنا أن نبذل أقصى جهد لإعادة البناء بأسرع وقت، وقال أيضاً إنه يبدأ عمله فى الخامسة صباحاً وأنه مستعد للتواصل المباشر معنا فى كل الملفات.


 ما أهم ما يميز الرئيس؟
الاهتمام بالتفاصيل والأرقام ومتابعة التكليفات ومعدلات التنفيذ لكل المشروعات ويطالبنا بمتابعة كل جنيه ينفق، وفيما ينفق، وله ذاكرة حديدية.


يجمع الرجل بين الحزم والوضوح مع من يعمل معه بجانب اللين مع الضعفاء، وقد شاهدنا جميعا ذلك مع الأمهات المثاليات وذوى الإعاقة والأطفال وكل من يكون فى موقف ضعف أو احتياج، وطبعاً مع أسر الشهداء وحتى فى النكبات الإنسانية التى تقع خارج البلاد تجده يتعاطف بدافع إنسانى وأخلاقى، حيث شهدنا مصر فى عهده تقدم الدعم للدول والشعوب الصديقة التى تمر بظروف صعبة، فهو دائما ما يكرر: لابد أن نعمل بشرف فى زمن عز فيه الشرف.


 ما هو تقييمك للإنجازات التى تحققت فى عهد الرئيس على مستوى وزارة التضامن بشكل خاص؟
أولاً أنا لست محايدة وقد كنت عضواً فى عدة حكومات متعاقبة مع ثلاثة من أكفأ رؤساء الوزراء، وأنا أدين بالولاء والعرفان للرئيس، كما أننى كمواطنة أنحاز لبرنامجه، وشهدت الجهد الخارق والتحديات غير المسبوقة والضغوط الداخلية والخارجية، ولكن لنحكم على الانجازات أفضل دائما أن نستخدم لغة الأرقام وأن نقارن أداءنا بأداء غيرنا، سواءً فى حكومات سابقة أو فى دول تشبهنا فى الظروف وتجاورنا فى الإقليم كما يجب أن نرجع لشهادات المؤسسات الدولية والإقليمية والتى لا تجاملنا، ولست أنا أفضل من يحكم ولكن التاريخ سيحكم وسينصف والأهم وهو ما يذكرنا به دائما الرئيس هو أن الله يشهد ويرى وسيحاسب كلا منا.


وعلى مستوى وزارة التضامن صممنا ونفذنا أكبر برنامج للدعم النقدى للفئات الأكثر فقراً، مكن الحكومة من تنفيذ سياسات إصلاح اقتصادى شديدة القسوة، ولكنها كانت ضرورية لإنقاذ الاقتصاد ولا بديل عنها.
فعلى سبيل المثال يعد برنامج تكافل وكرامة الذى نفذناه نموذجا دوليا يحتذى به، فشهد البنك الدولى أنه من أفضل البرامج فى مجال الحماية الاجتماعية على مستوى العالم، ووصل لأكثر من ١٥ مليون مواطن.

كما أنشأنا أول وأكبر قاعدة بيانات عن الأسر المصرية تخطت ٣٠ مليون مواطن، وصممنا وأطلقنا أول برنامج لحماية الأطفال بلا مأوى وتم حصر الحضانات وتحديد المشكلات الخاصة بها ووضع خطة لتطويرها والتوسع فيها، كما طورنا دور الرعاية المسؤولة عنهم، وأعددنا أسطولاً من السيارات والشباب يجوبون الشوارع لإنقاذهم، وتعامل البرنامج فى ٥ سنوات مع ١٦ الف طفل بتدخلات متنوعة.


تم صياغة وإقرار عدة قوانين أفخر بها منها قانون الجمعيات الأهلية وتعديلات قانون الطفل، والتى يسرت الكفالة والتبنى بشكل غير مسبوق، بالإضافة إلى قانون التأمينات الاجتماعية، وقانون حماية الأشخاص ذوى الإعاقة الذى صدر فى ٢٠١٨ بعد انتظار ١٠ سنوات منذ توقيع مصر على الاتفاقية الدولية لحماية الاشخاص ذوى الاعاقة فى ٢٠٠٨، وقانون تغليظ عقوبة تعاطى المخدرات للموظف الحكومى الذى تم إقراره مؤخرا وكنت قد أعددته فى ٢٠١٩.


كما قد أطلقنا أول استراتيجية لمكافحة الإدمان والتعاطى، وهى التى ضاعفت مراكز علاج الإدمان عدة مرات لتغطى كافة أنحاء الجمهورية ضمن حزمة تدخلات للحد من الطلب وحماية النشئ بالتنسيق مع ١٥ وزارة.


وأطلقت برنامج «سكن كريم» الذى عمل على توصيل المياه للمنازل فى القرى الأكثر فقراً، وحصرنا حضانات الأطفال وطورنا من الحرف اليدوية وسافرنا بها لمعارض دولية فى ايطاليا والكويت.


ومن أهم الإنجازات استرداد أموال اصحاب المعاشات لصناديق التأمينات بفوائدها والتى كانت ثمرة تفاوض استمر ٥ سنوات، كما قمنا بتطوير مؤسسة الحج وإعداد استراتيجية لبنك ناصر وزيادة رأس ماله.


فى الواقع انا فخورة بهذه الإنجازات التى أتت نتيجة رؤية ودعم قيادة سياسية وعمل دؤوب من زملائى فى وزارتى الشؤون والتأمينات.


وأعتز اعتزازاً شديداً بدورى فى تنسيق وتنفيذ تأثيث مشروعات الأسمرات وأهالينا والمحروسة، وكثيراً ما كان الرئيس يناقش تفاصيل التأثيث، مؤكداً حرصه على اتاحه حياة جديدة تليق بالمصريين بعيداً عن معاناتهم فى المناطق الخطرة والعشوائية، وهو إسهام من الدولة لا يوجد له مثيل فى دول اخرى.


 حدثينا عن الدعم الذى قدمه لك الرئيس فى قرار فض التشابكات المالية لأموال التأمينات مع المالية؟
لولا الدعم والتدخل المباشر من الرئيس ومتابعته وحرصه على استعادة الحقوق وفض التشابكات ما استعدنا أموال التأمينات قولاً واحداً.


وكان هذا هدفا قد عاهدت نفسى عليه وأعتبره أهم إنجاز لى وعموماً جهود فض التشابكات بين الوزارات المختلف من أهم وأخطر وأعقد الإنجازات لحكومة المهندس مصطفى مدبولى والمهندس شريف إسماعيل، وهو إرث ثقيل أربك كل الوزارات.


أما عن ترشحى لمنصبى الحالى، فبالتأكيد يتصل هذا بالتقدير والاحترام لدور مصر الإقليمى والدولى وكذلك دورها فى المنظمة الأممية، فأنا مرشحة مصرية دعمتنى الرئاسة وأجهزة الدولة ووزارة الخارجية، وهو شرف كبير ومسؤولية وفرصه لتوظيف خبراتى فى ملفات مهمة لخدمة جميع الدول، فقد اكتسبت الكثير من الخبرات أثناء عملى فى حكومة دولة مشهود لها بمكافحة الإرهاب ومواجهة أفتى المخدرات والجريمة، وزادت أهمية هذه الملفات دولياً بعد وباء كورونا الذى رفع من حجم مخاطر الفساد والجريمة المنظمة والإرهاب والمخدرات.


 ما هى أهم مواقف الرئيس الانسانية التى كنت شاهدة عليها؟
مواقف عديدة ومتنوعة وكلها تعكس الشخصية الاستثنائية للرئيس وسماتها الإنسانية والأخلاقية الرفيعة..شاهدت مواقفه مع الأطفال أبناء الشهداء الذين اجتمع بهم بعد صلاة العيد من عامين ومنحهم الهدايا والاهتمام ودعاهم لمدينة العاب مصغرة أقامها لهم خصيصا ليدخل البهجة فى نفوسهم فى العيد ويكون بمثابة الأب.


شاهدت حرصه على متابعة أوضاع وتعويضات الأسر المصرية التى تعرضت للإرهاب الغادر سواءً بعد حادث الروضة أو حادث الكنيسة البطرسية ودير الانبا صموئيل المعترف على حد سواء بمكالمات شخصية متكررة. شاهدت زيارته السنوية للكاتدرائية فى أعياد الميلاد المجيدة فى سابقه أصبحت عادة سنوية.

شاهدت اهتمامه حين مرض ابنى مرضا شديدا ودعمه لى. وشاهدت دعمه للمهندس شريف إسماعيل فى مرضه، وشاهدت وفاءه لرؤسائه السابقين وتقديره لهم وغيرها كثيراً من المواقف المعلنة وغير المعلنة التى تعكس اهتماماً بالإنسان المصرى.


 وماذا عن مواقفه مع الأمهات المثاليات وذوى الإعاقة؟
كانت مصر تحتفل بعيد الأم على مستوى وزارى منذ عهد الرئيس عبد الناصر ولكن الرئيس السيسى جعل منه احتفالاً رئاسياً حيث يقلد الأمهات وسام الكمال ويمنحهن ٥٠ ألف جنيه والأهم أنه كان يجتمع بهم بنفسه منصتا بصبر وتقدير لطلباتهن البسيطة دون مقاطعة، بل ويتابع تنفيذ رغباتهن البسيطة العفوية ويطلب منى متابعتها.


ومع ذوى الإعاقة، أذكر أننى كنت فى ديسمبر ٢٠١٥ فى حلقة تليفزيونية مع أسامة كمال ومعى اللاعب منعم من ذوى الإعاقة الذهنية قبل بدء ألعاب الأولمبياد الخاص بيوم واحد، ودعاه منعم لحضور افتتاح الدورة ولم يكن هذا مخططاً ففوجئنا جميعاً بمداخلة تليفونية ووعد رئاسى تحقق بحضور الافتتاح، ولك أن تتخيل فرحة اللاعبين وأسرهم، وفى أثناء الاستراحة حينما أعربت عن تقديرى وشكرى للسيد الرئيس قال لى نصا:
«بهم تنصرون وبهم ترزقون إنهم ضعفاء الأمة» وقال ان الله كان كريماً مع مصر وحماها من مصير مظلم ولعل هؤلاء وغيرهم من ضعفاء الأمة من أسباب ستره ورضاه، وهو جانب إنسانى آخر تعلمت منه الكثير.


 هل اقتربت من أسرة الرئيس؟
تشرفت بمقابلة السيدة الأولى حرم رئيس الجمهورية فى عدد محدود من المناسبات الرسمية وأسرتنى شخصيتها الودودة وشرفتنى بافتتاح مؤسسة رعاية فتيات العجوزة، وبزيارة ودعم معارض ديارنا حيث تشجع السيدات المصريات المنتجات وتشترى منتجاتهن.


 ماذا لو لم تقم ثورة ٣٠ يونيو؟
لولا ثورة 30 يونيو كان المشهد سوف يصبح قاتماً مخيفاً فى مصر والمنطقة قبل الثورة، واجهنا تحديات أمنية واقتصادية وسياسية واجتماعية لا حصر لها.


ومن موقعى الدولى أطلع على ما تعانى منه الدول من مخاطر وكوارث حول العالم ما جعلنى أكثر وعيا وفهما وتقديراً لأهمية السلام والأمن والاستثمار فى التنمية وخاصه الاستثمار فى الشباب والمرأة، وهو أمر نعتزم التركيز عليه فى عملنا فى المنظمة الأممية للمخدرات والجريمة فى السنوات المقبلة، حيث إن التنمية والتضامن الاجتماعى ومشاركة كافة فئات المجتمع هى عناصر داعمة لسيادة القانون والوقاية من الجريمة.


 كيف تقرئين المشهد مع قرب إعلان الجمهورية الثانية من العاصمة الإدارية؟
العاصمة الإدارية مدينه تستشرف المستقبل وتضع قواعد للدولة المصرية الحديثة.
فالحى الحكومى مجهز ليتيح أداءً حكومياً متطوراً مميكناً، ويتيح بيئة عمل حديثة للموظف الحكومى على أحدث ما وصلت اليه التكنولوجيا بما يليق بدولة حديثة.


والمساحات الخضراء تعكس وعياً بيئياً وحرصاً على تطبيق الاقتصاد الأخضر الموفر للطاقة، فهى مصممة للرى الحديث الذى يتم فيه تدوير استخدامات المياه والطاقة صديقة للبيئة والبنية التحتية مصممة لتحقق جودة الحياة للمواطنين.


أما الجامعات الأهلية والدولية التى أنشئت فعلاً والجارى إنشاؤها حالياً فهى تعكس الاهتمام بالاستثمار فى البشر وفى التعليم الحديث والتدريب لاستعادة قوة مصر ومكانتها العلمية وقدرتها وكثيراً ما قال لنا الرئيس:
«من يملك قدرته الاقتصادية يملك مستقبله».


وتعكس المدينة الثقافية الوعى بأهمية الريادة الثقافية وقوة مصر الناعمة، وأهمية الحفاظ على الهوية والفخر بالتراث الحضارى المصرى.


وكل هذه المنشآت فى العاصمة الإدارية وغيرها من ربوع مصر حققت ومازالت فرصاً للعمل للشركات المصرية وفرصاً للاستثمار الحكومى والخاص وفرصاً لجذب الاستثمارات الدولية.

فعلى مدى ست سنوات نجحت مصر فى إتاحة الملايين من فرص العمل للشباب فكانت النتيجة الشهادات الإيجابية من المؤسسات الدولية والنظرة المستقبلية المتفائلة للاقتصاد المصرى.


وجدير بالذكر أن الرئيس حينما شرع فى بناء عاصمة ادارية جديدة وفق أفضل نظم التخطيط العمرانى ليفخر بها المصريون، ووجه أيضا بالتطوير والاستثمار فى عاصمتنا العتيدة.


فشهدنا تطوير ميدان التحرير والقاهرة الخديوية، وشهدنا افتتاح متحف الحضارة وتطوير عين الصيرة وترميم المتحف الإسلامى الذى دمره الإرهاب، والبدء فى تطوير القاهرة الفاطمية والانتهاء من المتحف المصرى الكبير، درة التاج فى المتاحف المصرية، وتطوير المنطقة المحيطة به.


والاستثمار فى المحاور المرورية وفى الطرق وفى الطاقة وفى الصحة وفى التعليم وكلها مجالات معنية بجودة الحياة. وعلى جانب آخر هناك العمل فى برنامج «حياة كريمة» لتحقيق العدالة فى التنمية بين الريف والحضر وبين الشمال والجنوب، فالمسألة ليست عاصمة ادارية ولكنها نهضة شاملة من العلمين للمنصورة لأسوان الجديدة.


فهى مصر الجديدة الناهضة التى لا تنام لتحقق حلم التنمية المنشود رغم التحديات وأن مصر هى الدولة الوحيدة التى حققت نمواً إيجابياً فى ظل جائحة كورونا، لذا أنا متفائلة جداً.