أعلن رئيس الحكومة الدكتور مدبولى أن الدولة تستهدف تلقيح ٤٠٪ من المواطنين ضد "كورونا" قبل نهاية العام. هذا يعنى أن علينا مضاعفة الجهد على كل المستويات لكى نحقق الهدف الذى سيكون نقطة تأمين مهمة للمجتمع فى وجه الوباء الشرس.
ربما يكون قد بدأنا للتو فى المرحلة الجادة من عملية التلقيح الضرورية. عمليات تسجيل الأسماء نشطت فى الايام الأخيرة مع بدء حملة توعية نرجو أن تنشط أكثر فى الأيام القادمة، ومع وصول ٤ ملايين جرعة لقاح خلال أيام، والبدء فى إنتاج لقاح "سينوفاك" الصينى محليا لتوفير ٢٠ مليون جرعة كمرحلة أولى خلال هذا العام والاستعداد لإنتاج اللقاح الروسى فى معاملنا، والتعاقد على كميات معقولة من اللقاح الأمريكى جونسون وجونسون وتلقى باقى مستحقاتنا من اللقاحات من مبادرة هيئة الصحة العالمية.
تحقيق الهدف يعنى تطعيم أكثر من ستة ملايين مواطن شهريا حتى نهاية العام أى مضاعفة الطاقة الحالية (ولا توجد صعوبات حقيقية فى ذلك اذا تم التنظيم الجيد لها).. وكل ما نتمناه أن تظل اللقاحات العالمية المتوافرة والتى ستضاف إليها قادرة على التعامل بكفاءة مع السلالات الجديدة كما هو الوضع حتى الآن. ولو تحقق ذلك مع توافر اللقاحات المطلوبة وانتاج نصفها محليا فسوف يكون فى إمكاننا تحقيق الهدف.. وربما تجاوزه.
يبقى أن يدرك كل مواطن ان اللقاح ضرورى لسلامته ولسلامة أسرته والمجتمع كله، وأن كل اللقاحات المستخدمة لدينا آمنة، وإنه لا أمان حقيقىا إلا بالتطعيم الذى يصل إلى الغالبية العظمى من المواطنين ويبقى أيضا ان يدرك لها الجميع أن أى تكلفة لعملية التلقيح التى توفرها الدولة بالمجان ستعود علينا بأضعاف أضعافها، بمنع "كورونا" من توجيه ضرباتها الشرسة فى موجاتها التى لا تتوقف وبالحفاظ على الأرواح، والحفاظ أيضا على بقاء النشاط الاقتصادى مفتوحا واستعادة العافية فى قطاعات هامة مثل قطاع السياحة الذى كان له الأولوية فى التطعيم، لكنه يحتاج أيضا إلى بيئة آمنة يوفرها المضى قدما وبسرعة فى استكمال تلقيح أكبر نسبة من المواطنين.
التلقيح آمن وضرورى وقد أصبح متوافرا، والقرار لك.. أن تحمى نفسك وأسرتك ولقمة عيشك، أو تقف ــ بلا حماية ذاتية ــ أمام "كورونا" التى تقذف فى وجه العالم كل يوم سلالة أكثر فتكا وأشد شراسة.
