الأوقاف تواصل نشر سلسلة تصحيح المفاهيم بتوضيح أحاديث القيام للآخرين

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تستكمل وزارة الأوقاف نشر سلسلة تصحيح المفاهيم على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

وبدأت بحديث القيام للآخرين والتي تقول : عن معاوية رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، يقول: "مَنْ أحَب أن يَمْثُلَ له الرِّجَالُ قِيامًا، فَلْيَتَبوَّأ مقعدَه مِن النَّارِ"، أخرجه أبو داود.

وعنه رضي الله عنه: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَمْثُلَ لَهُ عِبَادُ الله قِيَامًا فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْتًا مِنَ النَّارِ"، أخرجه البخاري في الأدب المفرد.

وعن أبي أُمامةَ رضي الله عنه، قال: خَرَجَ علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم متوكئًا على عَصا، فَقُمْنَا إليه، فقال: "لا تَقُومُوا كما تَقُومُ الأعَاجمُ، يُعَظمُ بعضُها بعضًا"، أخرجه أبو داود.

وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه: أَنَّ أَهْلَ قُرَيْظَةَ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدٍ بن معاذ، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِ فَجَاءَ، فَقَالَ: "قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ" أَوْ قَالَ: "خَيْرِكُمْ" أخرجه البخاري. 

 

وأكدت الوزارة أنه الذي نفهمه من هذه الأحاديث أن النهي عن القيام ليس مطلقًا، وإنما هو مقيد بالقيام تعظيمًا كما كانت تفعل الأعاجم، فالمنع حيث ورد يُحمل على القيام تعظيمًا، وهو ما صرحت به رواية: "لا تقوموا كما يقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضًا"، وقد ترجم له الإمام البخاري رحمه الله في كتابه الأدب المفرد بقوله: "باب قيام الرجل للرجل تعظيمًا"، ومعروف أن تراجم البخاري فقه، وهو ما ترجم له أبو داود أيضًا في سننه بقوله: باب الرجل يقوم للرجل يعظّمه بذلك .

 

    اقرأ أيضا| عضو مجلس نواب: وزير الأوقاف تعامل مع الدعوة الإلكترونية بشكل واقعي

 

وهذا يؤكد أن القيام المنهي عنه هو قيام التعظيم وليس مطلق القيام قول النبي "صلى الله عليه وسلم": "قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ"، يعني سعد بن معاذ رضي الله عنه، فلو كان القيام منهيًّا عنه على إطلاقه لما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ"، ثم إن التعبير بقوله صلى الله عليه وسلم:" من أحب أن يمثل له الناس"، وقوله عليه الصلاة والسلام: "ومن سره أن يمثل له الناس" يشير إلى من كان يرى في نفسه من العظمة ما يستوجب قيام الناس له تعظيمًا وإجلاًلا، لكن إن جاء قيام الناس له حبًّا وتقديرًا يقابله تواضع وخشوع وانكسار لله عز وجل فلا حرج فيه.