معان ثورية

نار تحصد الأرواح ونار تعلن الأفراح 

محمد الحداد
محمد الحداد

من يستند إلى الاهرامات والتاريخ لن ينكسر و لن يلين جانبه.. فقبل سنوات قليلة راهن أهل الشر على ذهاب مصر فى غيبوبة طويلة  تخرجها من معادلة التأثير الدولى.
ولم يتأخر رد القاهرة كثيرا فرتب المصريون البيت رغم عواصف دامية داخليا وعلى كامل حدودها
أراد الخصوم كتابة مشهد نهاية مصر.. فانتفضت نمور الدبلوماسية  فى القاهرة تكتب من جديد خارطة الصراع لتؤكد عودة ليبيا لحاضنة عربية تنقذ طرابلس من الأنياب الطامعة فى البلد الجريح وتساعد السودان على التماسك وقطع الطريق امام الضباع التى تسعي  الى جره نحو الخراب بخطف ثورة السودانيين و مكتسباته.
لا تغيب شمس القاهرة أبدا عن سوريا والعراق.. فالمارد العربى يعرف كيف يروض السحرة الملاعين الراقصين فوق جماجم الشعوب.
مصر تنجح فى إخماد نيران المنطقة المشتعلة وتعرف جيدا كيف تدير ملفاتها الحساسة؟
مصر بالتأكيد ستنتصر فى مفاوضات سد النهضة وفق قاعدتين رئيسيتين تؤكدهما القاهرة دائما.
الاولى: أن مصر لا تعتدى على حقوق الاخرين  بنفس القدر الذى تريد فيه حقها كاملا غير منقوص.
الثانية: أن الدبلوماسية المصرية القوية الثابتة الراسخة لها انياب حين يصل الأمر إلى سد قد يقطع كل السبل.
من يحمل الشر لمصر سيرعبه مايراه.. وسياسة النفس الطويل تجعل من الرد المصرى المدروس جراحة دقيقة وفى محلها تعالج بهدوء وصبر لتصل إلى ما تريده.
نار تحصد الأرواح البريئة فى غزة  ونار تعلن الأفراح بتوقف وابل الجحيم.. ومابين النارين تشرق شمس مصر  وتخمد حريق الحرب.
اليوم من حق أبناء فلسطين ان يحتفلوا بانتهاء الحمم المتساقطة فوق الرؤوس ولكن الفرحة الأكبر هى بعودة مصرالعظيمة  إلى دورها فى الإمساك بزمام الأمر بعد ان صار القطاع مسرحا للحرب والتصفيات السياسية والعسكرية.
مصر فى كل يوم تثبت ان اسود الدبلوماسية المصرية لن تسقط تحت الرماد وانها  تعرف متى تستعرض مخالبها واين؟ ومتى تحمل فوق اجنحتها تباشير السلام ورسائله فى كل مكان فى العالم الحر.