طرازان الحقيقي..وقف على أراضي عربية في صورة «الإنسان الغزال»

طرازان الحقيقي
طرازان الحقيقي

في أواخر الأربعينيات أفاضت الصحف في الحديث عن "الإنسان الغزال" الذي عثر عليه في الصحراء الواسعة على حدود سوريا وشرق الأردن.

ولقد اختلفت الروايات بشأنه وتضاربت آراء القراء في حقيقة أمره، فمنهم من قال إنها قصة من نسيج الخيال، وأن أولئك الصيادين لم يروا غزالا أو شبه غزال وأن طرزان سراب الصحراء قد خدعتهم.

ومنهم من قال إن الحج "محمد عياش" زعيم إحدى قبائل بني شعلان الذي قيل أنه آوى "الإنسان الغزال" قد اختلق هذه الرواية وأخذ يروجها للدعاية لنفسه ولقبيلته.

وقد رأت "أخبار اليوم" أن تتحرى صحة هذا الخبر وتنقل إلى قرائها حقيقة أمر هذا الإنسان العجيب، وتم نشر التفاصيل التي توصلت إليها في يوم 17 أغسطس 1946.

 

اقرأ ايضا||زوجة القاهرة..أرغمها على «غسل ملابسه» فطلبت الطلاق

واتصلت "أخبار اليوم" بالأستاذ "حسين حسني" وهو مصري يقيم في القدس بفلسطين وكان أول من كتب عن هذا الموضوع واستدعته إلى مصر فأدلى بالمعلومات التالية:

قال: كان تسعة من الصيادين قد خرجوا في سيارتين للصيد في مكان يبعد عن عمان بنحو 400 كيلو متر، ولكن فجأة ظهر لهم قطيع كبير من الغزلان فتبعوه بسيارتيهم واستمرت المطاردة ساعة كاملة بلغت فيها سرعة السيارتين نحو ستين كيلو مترًا في الساعة.

وتبينوا وسط القطيع صبيًا يجري على رجليه، ولم يلبث أن خر على الأرض من شدة التعب فأسرعوا إليه ولكنه صرخ فيهم صرخة أفزعتهم ولكنهم تمكنوا من ربطه بالحبال وحملوه إلى السيارة.

ودار حديث بين الصيادين حول هذا المخلوق العجيب، وقال أحدهم أنه لابد أن يكون قد وقع وهو طفل صغير في أيدي قطيع من الغزلان فتعهدته الغزلان بالرعاية واكتسب صفاتها.

وعندما سمعت أسرة "أخبار اليوم" هذا النبأ الغريب عزموا على مقابلة هذا المخلوق الغريب وقاموا برحلة طويلة شاقة وواجهوا أخطارًا عديدة إلى أن وصلوا إلى "قمر" وهي بلدة تقع بين الحدود السورية العراقية.

وقال أحد المحررين: هناك وجدناه في رعاية القبيلة، وحدثني حارسه الذي كان يجلس على باب الخيمة التي أودع فيها "الإنسان الغزال" وكان يمسك بيمينه بندقية وبيساره سوطًا، فقال لي:

أن الصبي ينام على جنبه الأيمن فقط ولم ير قط ينام على ظهره أو بطنه، وهو يتمتع بحاسة سمع قوية جدًا ولا يتكلم أبدًا بل يغمز بعينيه، وأنه كثير الابتسام وأيضًا كثير الغضب والعبوس وخاصة عندما يرى إنسانًا غريبًا لم يراه من قبل، وقال أيضًا أنه حاول كثيرًا أن يلبسه ما يستر جسده ولكنه في كل مرة يمزق هذه الملابس.

وعندما رأي محرر أخبار اليوم هذا الكائن العجيب قال: يا لعجب ما رأيت فوجهه جميل وشعره أشقر وعيناه نجلاوان وطلعته بهية ولون جسمه أبيض يضرب إلى اللون الخمري ويكسو بدنه شعر أبيض خفيف، وهو نحيف القوام ولكنه قوي البنية وساقاه طويلتان ولا يختلف عن الإنسان العادي في شيء.

ولكنه يختلف عن الإنسان في نوعية الأكل الذي يأكله، فقد رفض في أيام أسره الأولى أن يأكل ما يقدم إليه من ألوان الطعام مكتفيًا بالحشائش ثم تعود شيئًا فشيئًا على أكل اللحوم والفواكه ببذورها ويأكل الخضروات نيئة، وقد حفر رجال القبيلة حفرة ليشرب منها وهو لا يشرب إلا نائمًا على بطنه ويعب الماء عبًا.

وقال رجال القبيلة أن ثلاث حكومات تسعى لأخذه ولكن زعيم القبيلة لا يريد ورفض أن يتقاضى ألف جنيه لتسليمه لأنه يريد تدريبه ليساعده في صيد الغزلان نظرًا لما يتمتع به من سرعة خارقة في الجري.

ولهذ السبب يحرص زعيم القبيلة على إخفائه عن أعين الناس وخاصة رجال الطب والسلطات الحكومية، ولا يهتم بمعرفة حقيقة قصته التي فاقت في غرابتها كل خيال!.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

 

اقرأ ايضا||كنوز| فى مواجهة العدوان..عيون فلسطين تنزف بدل الدموع «قنابل وصواريخ»