طقوس الملك فاروق في أيام عيد الفطر

 الملك فاروق يقرأ الفاتحة فجر العيد فى ضريح جده محمد على باشا
الملك فاروق يقرأ الفاتحة فجر العيد فى ضريح جده محمد على باشا

سار جلالة الملك فاروق، على نهج والده الملك فؤاد وجده الخديو إسماعيل فى الطقوس التى كان يمارسها احتفالا بعيد الفطر المبارك، فقد إعتاد الملك فاروق فى عيد الفطر أن يرسل مندوباً للمحكمة الشرعية للتأكد من ثبوت الرؤية، وعندها يأمر بتوزيع العطايا على الفقراء.

 

ويقول د حسين حسنى باشا السكرتير الخاص للملك فى مذكراته التى حملت عنوان "مع الملك" أن جلالة الملك كان يستيقظ فجر أول أيام العيد ليمارس الرياضة، ثم يتناول إفطارا خفيف.

 ويتوجه بعدها لتأدية صلاة العيد برفقة الحاشية الملكية ورئيس الديوان الملكى ورئيس الوزراء وزير الحربية وكبار رجال الدولة والوزراء فى مسجد الغورى بشارع الأزهر، ويقرأ الفاتحة على روح جده محمد على باشا بانى مصر الحديثة ويقرأ الفاتحة أيضا على روح والده الملك فؤاد وجده الخديو إسماعيل وبقية من رحلوا من افراد الأسرة الملكية، وبعدها يعود الملك فاروق إلى سراى القبة، ليستقبل المهنئين بالعيد من السفراء الأجانب المعتمدين فى المملكة، والوزراء والمحافظين ونواب الشعب وكبار التجار ورؤساء النقابات والاتحادات والرياضيين، وكانتتقام احتفالية موسيقية صباح يوم العيد يحضرها الملك بسراى القبة مع المهنئين وكبار رجال المملكة، ويواصل الملك طقوسه المعتادة فى بقية أيام العيد بارسال الدعوات لمن يريد حضورهم للاحتفالات التى كان يقيمها فى ايام العيد، وكانت الدعوات تؤكد على الحضور ببدلة التشريفة لحائزى الرتب والردنجوت والملابس الأهلية الرسمية لغيرهم، ويؤكد المستشرق " البرت فارمان " فى كتابه " مصر التى غدر بها " على ان الذهاب إلى قصر عابدين كان من الأمور الاعتيادية لتقديم التهنئة للخديوى تقليد قديم، ففى صباح اليوم التالى لانتهاء الصيام تبدأ أول أيام العيد الثلاثة المعروف بالعيد الصغير وهو موسم الزيارات والمقابلات والحفلات وتقديم الهدايا للإطفال والخدم وارتداء الثياب الجديدة، وفى يوم العيد يسمح الخديو إسماعيل بالمقابلات التى تبدأ من الساعة السادسة صباحاً فيقابل ضباط الجيش وبعد ذلك يتقدم الزوار على اختلاف درجاتهم بترتيب قد أُعد من قبل فيبدأ بمقابلة رؤساء المصالح وكبار الموظفين ثم رجال الدين فرجال القضاء وممثلى التجار والوجهاء والأعيان وأصحاب المقامات وقضاة المحاكم المختلطة وفى الساعة الحادية عشرة يتقدم اليه ممثلو الدول الدبلوماسيون وهم دون غيرهم الذين يحظون بشرف الجلوس بين يدى الخديو حيث تقدم اليهم القهوة ويتبادلون الحديث مع سموه ويقدمون له التهانى بمناسبة العيد..وبهذا سار الملك فاروق على نهج أجداده فى الاحتفاء بعيد الفطر وعيد الأضحى منذ أن تولى الحكم وحتى رحيله من مصر.