نهار

يجب أن تنهمر الصواريخ..

عبلة الروينى
عبلة الروينى

ما يحدث فى القدس منذ بداية رمضان، من اشتباكات عنيفة ومواجهات بين الفلسطينيين وجماعة (لاهافا) الإسرائيلية المتطرفة وقوات الاحتلال الإسرائيلى.. وإصابة ٢٠٠ فلسطينى.. محاولة إسرائيل تهجير ٢٨ عائلة فلسطينية وتشريد أكثر من ٥٠٠ فلسطينى من بيوتهم، بدعوى الخلاف حول ملكية البيوت لصالح مستوطنين!!.. محاصرة الجنود الإسرائيليين للمسجد الأقصى، ووضع الحواجز الحديدية، لمنع الفلسطينيين من دخوله للصلاة... لكن أهالى القدس صنعوا انتفاضتهم المرعبة (٧٥ ألف فلسطينى اعتصموا فى الأقصى، ليصلوا صلاة التراويح) ولم يستطع جيش الاحتلال مواجهة الحشود الغاضبة، فانسحبوا، وأزالوا الحواجز الحديدية من ساحة باب العمود بالمسجد الأقصى..
انتفاضة القدس أو (الانتفاضة الثالثة) ربما تتجاوز الخلاف حول ملكية البيوت، أو حتى محاولات إسرائيل تهويد القدس.. إلى حقيقة أكبر، أن المقاومة هى الخيار الوحيد لصيانة الحق الفلسطينى، وأن (فلسطين لا تنسي) وأن الغضب يشتعل فى كل المدن الفلسطينية، والصواريخ يجب أن تنهمر، لا يشعر معها المستوطنون الإسرائيليون بالأمان والاستقرار (٥٠ صاروخا من غزة تم إطلاقها على المستوطنات الإسرائيلية)..
انتفاضة القدس أفقدت إسرائيل توازنها، فتم التراجع وسحب قوات الاحتلال، وإزالة الحواجز الحديدية من باب العمود بالمسجد الأقصى.. والتراجع عن ترحيل العائلات الفلسطينية عن بيوتهم..
انتفاضة القدس هزيمة لإسرائيل، هم أول من يدركونها، وهو ما أشار إليه الكاتب الإسرائيلي «أرى شبيت» فى صحيفة «هاآرتس» تحت عنوان (إسرائيل تلفظ أنفاسها الأخيرة)... مشيرا إلى أن (القوة الوحيدة القادرة على إنقاذ إسرائيل من الموت، هى ابتداع سياسة جديدة تعترف بالواقع، وبأن الفلسطينيين متجذرون فى هذه الأرض) .