ريشة بيكار تجسد فرحة العيد

بفتاة‭ ‬جميلة‭ ‬تحمل‭ ‬الكعك‭ ‬على‭ ‬رأسها

الفنان الكبير بيكار أثناء رسمه لوحة كعك العيد
الفنان الكبير بيكار أثناء رسمه لوحة كعك العيد

 كتبت :فاطمة على

اعتاد الفنان الكبير حسين بيكار (1913 - 2002) تجسيد الفرحة فى رسوماته الصحفية، مثل فرحة الحصاد، والربيع، والغناء فى الحقل، وفرحة "العزف" بالناى والوتريات. وفى لوحته التى رسمها قبل 25 عاماً يعبِّر عن فرحة تجهيز "كعك العيد"، مقدماً لنا فرحة العيد حتى قبل أن يبدأ باستعدادات تجهيز الكعك ونقشه وخبزه كما اعتاد المصريون، خاصة فى الأحياء الشعبية، على تجهيز وخبز الكعك بطريقتهم فى البيت أو الأفران البلدية والإفرنجية.

رغم أننا لا نرى الكعك فى اللوحة، فإننا نستشعر الفرحة به وقد استقر فوق رأس فتاة جميلة فى صاج استعداداً لخبزه، وهى فى طريقها إلى أحد الأفران البلدية، وقد غطت الصاج بمفرش أبيض وفى الوقت نفسه نراها تحمل فوق كف يدها اليمنى صينية صغيرة أكملت بها ما لم يسعه الصاج المستطيل أعلى رأسها وغطته بمنديل أبيض وأيضاً لا نرى كعك الصينية. 

وبينما هى فى طريقها إلى المخبز، بدت الفتاة فى حماس متسارعة وكأنها فى طريقها إلى فرحة منتظرة، فانسابت حركتها فى رشاقة ممتدة عبر عرض اللوحة فى خط منساب يميز دائماً رقة ونعومة خطوط الفنان بيكار، فنرى الخط  يبدأ من مقدمة الصينية فى يدها إلى نهاية غطاء رأسها إلى اليسار لتعبر بجسدها  - رمزياً - عن حالة بين فرحة سابقة هى فرحة صيام الشهر الكريم وفرحة قادمة هى فرحة استقبال عيد الفطر.

 

الذهاب لخبز كعك العيد ١٩٩٦ للفنان بيكار

فالفتاة بجسدها وصاج الكعك والمفرش تمتد بين فرحتين من اليمين إلى اليسار فى خطوط رشيقة هندسية وأخرى منحنية متمايلة مع الخط الرأسى الناعم المنساب المتمثل فى جسد الفتاة عبر اللوحة طولياً بما يشعرنا بأن الفتاة فى مجمل حركتها واتجاه ذراعيها الممتدتين إلى الأمام جانبياً بينما الوجه والكتفان يظهران فى المواجهة لتظهر مدى تأثر بيكار بالفن المصرى القديم، حيث يبدو الجسد فى وضع جانبى والوجه والكتفان إلى الأمام، وهو الفنان الذى أنجز عشرات الرسومات واللوحات بالأوضاع المصرية القديمة كما فوق جدران معابد الأقصر وأسوان وأبو سمبل، لذا تبدو لنا الفتاة كراقصات رسوم جدران المعابد الفرعونية فى رشاقتها وانسياب وتوجه حركتها فى نعومة وبألوان تتناسب مع ألوان اللوحات الجدارية القديمة.

 الفنان حسين بيكار فنان «أخبار اليوم» وناقدها الكبير قدّم لنا الفرحة بالعيد فى هذه اللوحة وشاركنا فرحته المعبرة الممتدة طازجة نتشاركها معه بعد ربع قرن من الزمان.