من الملل يولد الأمل

صالح الصالحي
صالح الصالحي

لا تستسلم للملل.. فهو يؤدي إلى الاكتئاب.. فأصعب شئ أن تمل من نفسك.. اجعل الملل مصدراً للأمل.. فمع الأمل تستمر الحياة.

من منا لم يصب بالملل؟

جميعنا نعانى أو عانينا من الملل.

وقد تطول مدته أو تقصر.. وقد تشتد حدته أو تضعف.. ولكن جميعنا اصيبنا بالملل بقدر.. ولم ينج أحد منا من الملل.

تختلف الأسباب التى تؤدى إلى الملل من شخص إلى آخر.. وتختلف أيضا قدرة كل منا على كسر الملل أو الاستسلام إليه.. قليل منا من لم يضيع الملل وقته، فسرعان ما يتغلب عليه.

صحيح أن الجميع يشعرون بالملل لكن البعض لديهم قدرة مدهشة على التعامل معه.

كل منا يشعر بالملل على طريقته.. ولكن النتيجة واحدة الشقاء والاكتئاب والتشاؤم.

والملل غالبا يكون ناتجا من تكرار فعل الشئ.. أى أنك تفعل نفس الشىء وبنفس الطريقة والرتابة ولمدة طويلة دون أى تغيير.. ولذلك لم يستطع أحد وضع تعريف محدد للملل.. باعتباره حالة نفسية يشعر فيها الإنسان بعدم الاستقرار الداخلى.. ويفقد القدرة على الاستمتاع بكل ما حوله.. ويشعر معها بأن حياته خالية من البهجة.

الملل هو رد فعل مباشر ومبرر للأنشطة والأعمال الرتيبة المعتاد تكرارها.. فهو شعور غامض مؤلم، ناتج عن عدم القدرة على فعل أشياء جديدة أو رؤية أشياء جديدة.

والملل شىء يسلمنا إلى شىء آخر نمله أيضا.. فالاستسلام للملل قد يجعلنا فى دوامة الملل لا نستطيع أن ننجو منها.. فنخرج من الملل من شىء إلى ملل جديد من شىء غيره وهكذا.. أى اننا نهرب من الملل إلى الملل.. وتتحول حياتنا كلها إلى ملل.

هناك من يرى أن الملل هو الشىء الذى جعلنا ننزل على الأرض.. وهو سبب وجودنا أيضا.

وتظهر أعراض الملل مع الشعور بالاحباط والضيق.. ومن علاماته الغثيان والضيق والزهق.. فلا طعم لشىء ولا لذة فى شىء ولا أمل فى شىء.. والنتيجة شقاؤنا.

الملل له أبعاد كثيرة ونتائج متضاربة.. وحدوثه لفترة طويلة واستمراره أو الاستسلام له يمكن أن يصيب الشخص بالاكتئاب.

يجوز أن تمل من أشياء كثيرة من العمل أو الوظيفة أو المرض وغيرها.. ويمكن أن تمل من الحياة.. فلا جديد يطرأ عليك.. ولا يوجد ما تغير به رتابة الحياة.. وأصعب شىء أن تمل من نفسك.. فأنت لا تستطيع الاستغناء عن نفسك ومن الصعب ان تغير من نفسك.

وللملل أنواع عدة لكن أصعبها أنك تشعر انك غير مؤثر فى هذه الحياة ولا تقدم أو تضيف شيئا لحياتك.. أى الشعور بأن وجودك زى عدمه لا فارق.. فالحياة رتيبة ومملة.

ويمكن للإنسان أن يهرب من الملل أو يتغلب عليه.. فإذا نجح البعض فى الهروب من الملل سيمل حياته لأنها أصبحت بدون ملل.. يعنى لا أحد فى الدنيا يفلت من الملل.. فقد يكون ضيفا ثقيلا فى حياتنا.. علينا أن نتعامل معه ونتلذذ بمرارته ونتحمل مضايقاته.. فالملل خالد لا يموت.

ليس كل ما يصيبنا به الملل سيىء أو سلبى.. وإنما هناك ما هو ايجابى فقد يمنحك الملل طاقة ايجابية.. فيزيد القدرة لديك على الانتباه والاستجابة لكل ما يدور حولك.. كما انه يولد حالة من اليقظة والحذر.. وقد يحولك لشخص أكثر ابداعا وانجازا.

عموما لا تستسلم للملل.. وخير وأفضل شىء يخلصك من الملل هو الأمل والحب.. فمن الملل يولد الأمل ومع الأمل تستمر الحياة.. علينا أن نتحلى بالأمل للتغلب على هذه الآفة آفة الملل.. الأمل فى غد أفضل.. علينا أن نعدل من سلوكنا ونكتشف أشياء جديدة يمكن بها أن نقضى على الملل، أن نعمل كل شىء بحب ونرى أجمل ما فى الأشياء.

يـارب

ساعات ويرحل رمضان.. بل دقائق معدودة ونودع هذا الشهر الكريم والعظيم.. ونستقبل عيد الفطر المبارك أعاده الله علينا وعلى الجميع بالخير واليمن والبركات.

هذا الشهر الذى أُنزل فيه القرآن.. شهر الصوم. والزكاة.

هذا الشهر الذى به ليلة خير من ألف شهر.. ليلة القدر.

هذا الشهر الذى تصفد فيه الجن والشياطين.

هذا الشهر الذى يختلف فى كل شىء.. يختلف فى تفاصيله وفى أدق تفاصيله عن باقى الشهور.. شهر متفرد.. سبحان الله.

شهر يأتى كل عام يكسر ملل ١١ شهراً تتشابه فى كل شىء.

شهر يختلف فى عاداته وتقاليده وطقوسه.. حتى فى عباداته. فهو مختلف عن باقى الشهور.. شهر خال من الأبالسة والشياطين.. شهر القرآن.. شهر الحسنات فيه تتضاعف.. شهر مختلف فى كل شىء حتى الطعام والشراب مختلف.. حقا هو شهر مختلف.. شهر التسامح والكرم والتعاطف والمحبة والطاعة والتراحم والمغفرة.. شهر يجمع كل أصناف السعادة والصفاء وطرق الجنة.. شهر ننتظره كل عام.

بالأمس القريب كنا ندعو الله أن يبلغنا رمضان.. والآن ندعو الله أن يتقبل منا رمضان.. وأن يشفع فينا رمضان.. وأيام تمر لنعود وندعو أن يبلغنا الله رمضان القادم.. وهكذا تمر الأيام مسرعة.. حتى أن البعض يتساءل مر رمضان هذا العام بسرعة.. وكأنه ضيف خفيف..؟

نعم مر رمضان مسرعاً.. وكأن الوقت يمضى بشكل أسرع من المعتاد.. رغم أن الشهور هى الشهور.. فالعام ١٢ شهراً لم يتغير.. والشهر ٢٩ أو ٣٠ يوماً.. واليوم ٢٤ ساعة.. والساعة ٦٠ دقيقة.. والدقيقة ٦٠ ثانية.. ولا اختلاف منذ أن خلق الله الكون.. الزمن هو الزمن.. ولكن كل ما هنالك أن البركة قلت.. وأن الأشياء قلت بركتها.. فلم يعد فى الوقت بركة.. يمر الوقت ويمضى دون بركة فنشعر أنه يمر مسرعاً.. وتمر الأيام كلمح البصر.. وهذا كله من أعمارنا.. أيام محسوبة من أعمارنا.

نعم البركة التى ذهبت من حياتنا.. فلم يعد هناك بركة فى شىء حتى الوقت.. وأصبحنا نشعر بعدم وجود البركة فى الوقت والمال.

لعلنا نستغل ما تبقى من دقائق فى رمضان ونرفع أكفنا تضرعاً بالدعاء إلى الله.. ندعو "يارب بارك لنا فى أوقاتنا وأعمارنا وأموالنا وأولادنا وأرزاقنا وحياتنا.. يارب زيح عنا هذا الوباء والبلاء.. ونجنا من هذه النقمة.. يارب اكشف عنا الغمة.. يارب نجنا من فيروس كورونا اللعين.. يارب.. يارب".

سوء خدمة

المركز القومى لمراقبة جودة خدمات الاتصالات التابع لجهاز تنظيم الاتصالات رصد فى تقرير له نتائج قياسات جودة خدمات الصوت والانترنت المقدمة من شركات الاتصالات.. وذلك خلال الفترة من يناير إلى مارس ٢٠٢١

المركز اكد أن هناك ٤٤ منطقة على مستوى الجمهورية فى الدلتا والصعيد والاسكندرية والقاهرة والجيزة والقناة تعانى من سوء جودة الخدمة وجار العمل مع المشغلين أى مع شركات الاتصالات لتحسين جودة الخدمات المقدمة بها من خلال تسريع آليات بناء الأبراج وتجهيز الشبكات الحالية للعمل بالترددات الجديدة.

هذا التقرير أجاب عن أسئلة عديدة.. كنت دائما أرددها وأنا فى بلدى بالشرقية.. حيث لاتوجد إشارة أى لايوجد اتصال أو استقبال فى التليفون وبالتالى لايوجد انترنت وكأن الخط معطل والتليفون جثة هامدة.

وكنت دائما أتساءل هل هذا يليق أو يتواكب مع ما يحدث فى مصر من ثورة تكنولوجية وتنموية؟ هل هذا يتناسب مع التعليم عن بعد والعمل عن بعد الذى فرضه علينا فيروس كورونا؟ هل هذا يليق بنا ونحن فى عام ٢٠٢١؟

كنت أعتقد أن شركات الاتصالات الاربع ستتنافس على ايصال خدماتها وبوضوح الى جميع انحاء الجمهورية.. خاصة ونحن فى مرحلة تعتمد اعتماداً كليا على الانترنت.. وكنت دائما أقول إن المنافسة بين هذه الشركات سوف تكون لصالح المواطن متلقى الخدمة.. الا أننى اكتشفت العكس وهو ما أكده هذا التقرير المهم أن هذه الشبكات اجتمعت ضد المتلقي.. فلاتعمل حسابا له.. واعتقد أنه آخر من تفكر فيه رغم كل الاعلانات التى تُصرف عليها ملايين الجنيهات سنويا لجذب العملاء.. ولكن الحقيقة تؤكد أن الخدمة الرئيسية وهى الاشارة لم تصل الى الجميع وان هناك تقصيرا شديدا من قبل هذه الشركات فى حق عملائها.. والتى عليها أن تبدأ فوراً وخلال مدة معينة فى تغطية جميع ربوع الجمهورية بأبراج تقوية لايصال إشاراتها للجميع.. حتى يتمتع المواطن بخدمة جيدة من صوت وانترنت فهو يدفع مقابل ذلك ومن حقه أن يحصل على الخدمة كاملة وفى كل مكان.. وعلى جهاز الاتصالات أن يمنح هذه الشركات مهلة ليست بالطويلة لتوفيق أوضاعها.

وعلى هذه الشركات أن تحول جزءا مما تصرفه على الإعلانات لتحسين الخدمة بدلا من التفكير فى طرق وأساليب تستطيع بها أن تحصل على أموال العملاء دون أن تقدم خدمة حقيقية.

ياسادة فكروا فى العملاء وحقهم فى توفير الخدمة لهم فى أى مكان يتواجدون به.