القيامة معجزة مفرحة للتجدد

مدحت  بشاى
مدحت بشاى

فى عيد القيامة كان درس وقيمة المصالحة أهم الدروس للبشرية الضعيفه.. مصالحه الانسان الخاطئ مع عالمه الجديد المختلف بعد تلقيه رسالة المصالحة ليفتح الناس قلوبهم واحضانهم بضمائر طاهرة دون رياء أو نفاق للاخر ..هذا هو جوهر عيد القيامة المجيد.. الاشياء العتيقة قد مضت هو ذا الكل قد صار جديدًا.
احتفلنا فى مصر المحروسة يوم الأحد الماضى بمناسبة أحد الشعانين وهو يوم دخول السيد المسيح إلى أورشليم، فكان استقبال أبناء شعبها له بالسعف والورود  باعتباره الملك القادم الذى يمكن أن يخلصهم من حكم ظالم، ولكن خاب ظنهم عندما أكد لهم أن مملكته ليست فى هذا العالم واليوم نحتفل بعيد القيامة المجيد بعد أن صرخ نفس الشعب أمام الحاكم يطالبونه بصلب المسيح وإطلاق المتهم باراباس، فكان الصلب بعد رحلة عذاب أذاقه فيها نفس البشر كل ألوان الهوان والنكران قبل أن يأتى حدث القيامة العظيم، أى أنه ويا للعجب يحدث فى أقل من أسبوع أن ينصِب الناس السيد المسيح ملكاً فى بدايته ثم فى نهايته يرفعونه على صليب الآلام والعذاب حتى الموت ..وجاءت القيامة لتقدم إلى الناس دعوة للتجدد الروحى والإيمانى للنهوض فى شجاعة وإقدام ولكى تشيع فى نفوسهم حالة من الرجاء إزاء المتغيرات المؤثرة فى حياتهم، فبقيامته المجيدة قدم المعنى الأبرز والأهم للحياة حيث لم يعد القبر هو محطة النهاية بل هو محطة انتقال إلى عوالم أكثر رحابة للروح المسبحة للمولى القدير.
وكان قداسة البابا شنودة قد قال لنا « عندما نتحدث عن القيامة، إنما نقصد قيامة الأجساد من الموت، لأن الأرواح حية بطبيعتها، لا يلحقها موت، وبالتالى ليست فى حاجة إلى قيامة . هذه الأجساد التى تعود إلى التراب الذى خلقها الله منه، ستعود مرة أخرى إلى الوجود، وتحل فيها الأرواح وتتحد بها.