أحوالنا

إن الانسان لظلوم كفار

 زينب اسماعيل
زينب اسماعيل

أنعم الله علي عباده بالكثير من النعم أولها الإيمان والإسلام، والصحة العافية ، ونعمة العقل والعلم، و الأمن والسلام، و، والسمع والبصر واللسان واليدين والقدمين. المأكل والمشرب، و المسكن والملبس والزواج والذرية ، ثم الوظيفة والمنصب.. وغير ذلك كثير؛ كما قال سبحانه: ﴿ وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ الله لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ وأنعم كثيرة  ظاهرة و باطنة هي من عند الله الرحيم بعباده. فله الحمد والشكر، لا نحصي ثناء عليه، هو كما أثنى على نفسه سبحانه.. وبالرغم من ذلك نجد بعض بني آدم ينكرون فضل الله عليهم بكل هذه النعم أو بعضها ويفاخر بكل جبروت وجحود قائلا ؛ إنما اوتيته علي علم مني ! ولكن الله القاهر فوق عباده يعفو ويصفح ويملي لهم حتي يهتدوا ويعودوا الي رشدهم.

يقول رب العزة  في الحديث القدسي: " قالت الأرض: يا رب إئذن لي أن أخسف بابن آدم فقد طعم خيرك ومنع شكرك، وقالت السماء: يا رب إئذن لي أن أسقط كِسَفاً على ابن آدم فقد طعم خيرك ومنع شكرك، وقالت الجبال: يا رب إئذن لي أن أَخِرَّ على ابن آدم فقد طعم خيرك ومنع شكرك، وقالت البحار: يا رب إئذن لي أن أُغرِقَ ابن آدم فقد طَعِم خيرك ومنع شكرك وتكون إجابة رب السموات والأرض والجبال والبحار : دعوني وما خلقت، لو خلقتموهم لرحمتموهم، فإنهم عبادي، فإنْ تابوا إليَّ فأنا حبيبهم، وإنْ لم يتوبوا فأنا طبيبهم "

يالله.. من العجب في دنيانا أننا  لانحتمل مواقف الجحود فيما بيننا وهي كثيرة وتكاد تكون يومية بل كل ساعة ودقيقة ونغضب ونقاطع  !! والصحيح أنه  لابد أن لا يحزننا ذلك لماذا ؟  لأن الحقيقة لو فكرنا فيها قليلا نجد أن الله فضلك علي ناكر الجميل  و جعلك أهل خير.. ولن يرضي الله أن تهجر من جحد معروفا أديته اليه و الهجر والخصام والقطيعه لن تصلح الامورأو تعدل المايل بل علي العكس هي الطريق الي غضب الله.

مواجهة الجحود لايقابل بالقطيعة والخصام ولكن بأن نلتمس للجاحد الأعذار وان استطعنا - من باب التذكير وليس المعايرة - أن نذكره بموقف جميل قدمناه اليهم في وقت لم يكن معهم سوانا بعد الله سبحانه وتعالي.. و يكفينا أننا كنا كفة الخير في الميزان .. كفران النعم، داء ابتلي به كثير من الخلق إلا من رحم ربي اللهم لا تجعلنا من الجاحدين الناكرين .

بقلم زينب اسماعيل
[email protected]