فى الصميم

تحذير من الهند!!

جلال عارف
جلال عارف

مأساة كبيرة تعيشها دولة الهند بعد أن أصبحت الهدف الأساسى لفيروس «كورونا» ومع أكبر عدد من الاصابات والوفيات تسجل على مستوى العالم. الوضع كارثى فى دولة يبلغ عدد مواطنيها أكثر من 1.3 مليار نسمة. لا أسرة خالية فى المستشفيات، ولا اكسجين كاف لمواجهة سيل الاصابات، والنظام الصحى بأكمله مهدد بالانهيار.
والمفارقة أن هذا يحدث فى دولة تعتبر من القوى الأساسية على مستوى العالم فى صناعة الأدوية واللقاحات. وهو الأمر الذى مكنها من تجاوز الهجمات الأولى لفيروس «كورونا» فى العام الماضي، ومنحها القدرة على أن تكون فى مقدمة من ساعدوا الولايات المتحدة وأوروبا على تجاوز الأزمة وسد النقص الهائل الذى كانت تعانيه فى كل وسائل المقاومة.. من الكمامات إلى أجهزة الأوكسجين، وبعد ذلك إلى اللقاحات.
ظلت الأوضاع جيدة فى الهند حتى ما قبل شهرين فقط. مع إمكانيات لتلقيح 2.7 مليون مواطن يوميا. لكن هذه الأوضاع ساءت بسرعة رهيبة لتصل الى الوضع المأساوى الحالى خلال أسابيع ولتبدأ فى طلب المساعدات العاجلة من الأوكسجين والمستلزمات الطبية، ولتكتشف أنها لا تملك المواد الخام اللازمة لتصنيع اللقاحات المطلوبة بصورة أكبر. ولتبدأ دول العالم فى المساعدة لانقاذ الموقف.
لكن.. ما الذى أوصل الأوضاع لهذا الحد؟!
هناك حديث عن السلالات الجديدة من الفيروس ومنها سلالة اكتشفت مؤخراً فى الهند، وهى سلالات أسرع إنتشارا وأشد فتكا. وهناك حديث عن عدم استغلال النجاح فى مواجهة الموجات الأولى فى تعزيز القدرات على مواجهة الموجات الأخرى لكن الأخطر - كما يقول الخبراء - جاء مع التراخى فى الالتزام بالاجراءات الوقائية والسماح بالاحتفالات والمهرجانات التى يشارك فيها عشرات الملايين خاصة فى المناسبات الدينية، وبدون اجراءات حماية من فيروس وجو الفرحة لينشط ويتحور ويصبح أكثر شراسة وأشد فتكاً.
كل الأمنيات بأن يتجاوز شعب الهند الصديق هذه الأزمة القاسية، وبأن يصل الدرس إلى الجميع (ونحن أولهم) بأن الالتزام باجراءات الوقاية هو السلاح الأهم فى المعركة ضد الفيروس، وبأن الحد من التجمعات لأقصى درجة أصبح ضرورياً. حفظ الله مصر من كل سوء.