رجال الظل

الجزء الثانى من الاختيار جاء مذيلا برجال الظل ويحكى عن قصص بطولات رجال الداخلية ضد الإرهابيين من الجماعات المتطرفة التى تريد تغيير هوية الشعب المصرى وطمس حضارته بفكر مختل قائم على القتل والدمار، وكانت قصة الشهيد محمد مبروك ملهمة للأحداث ولكنها بخط درامى قصير، بعكس ما كانت قصة الشهيد أحمد منسى فى الجزء الأول من العمل فكانت خطوطه الدرامية كثيرة ومتشعبة سواء على ساحة القتال أو الخلفية الاجتماعية لأسر أبطال العمل، أما رجال الظل فالتركيز على خطين دراميين الأول للمقدم أمن وطنى زكريا يونس «كريم عبدالعزيز» وأسرته، والثانى للرائد يوسف الرفاعى «أحمد مكى» من العمليات الخاصة وأسرته، والثنائى يمثلان قوة الظل فى وزارة الداخلية لأنهما لا يتعاملان مع الجمهور وإنما فى الخفاء، ويبدو أن زخم الأحداث والعمليات جعلت المؤلف هانى سرحان يتغاضى عن باقى الخطوط الدرامية ويختصر فى وقائع كانت تحتاج لمساحة أكبر مثل فض رابعة والنهضة. كما أن دور اللواء رفعت «رياض الخولى» محصور داخل مكتبه، رغم كونه الرجل الكبير فى الجهاز وعليه أعباء وضغوط أكبر من الضباط العاملين معه، وهو مصدر تجميع المعلومات واتخاذ القرار.
زخم الأحداث المتتالية كان عنصرا للاثارة التى جعلت من العمل يحتل الصدارة فى المشاهدة لأنه يكشف حقيقة الإرهاب الأسود المنطلىبقناع الدين، وتضحيات رجال الشرطة بأرواحهم ومعاناة أسرهم وعدم استقرارهم.
نجح كريم عبدالعزيز فى تركيبة الشخصية وأداها بامتياز، وغير أحمد مكى جلده الكوميدى ليثبت أنه فنان شامل ومتميز، ويقف على عتبة هذا النجاح المخرج بيتر ميمى.