بقلم واعظة

لست من الصالحين ولا من العاصين

أميرة سيد يونس
أميرة سيد يونس

لشهر رمضان الكريم خيره وفضله ونفحاته، وكل منّا يجاهد نفسه فى البعد عن المعاصى واللذات وفى الإكثار من الطاعات والصالحات، واغتنام هذه الأيام المباركة فى إصلاح ما أفسدته بعض العادات والعلاقات، لكن الطريق ليس بالسهل لأنك ستجد الكثير من المعوقات والصعوبات، ستجد مثلًا هؤلاء الذين نصّبوا أنفسهم حكامًا على حياة الآخرين وتدخلوا فى تفاصيلهم كما لو أنهم يأخذون من حسناتهم.
ستجد مثلًا ذلك المازح الضاحك الذى كلما همهمت لفعل طاعة استخف دمه وبدأ بالسخرية والاستهزاء مما تفعل فإذا قمت لأداء الصلاة مازحك قائلًا: لا أراك تصلى إلا فى رمضان وبدأ فى تثبيط عزيمتك والتقليل مما تفعل ولكن يجب أن يكون لديك الإيمان الكامل بأنك على حق فلا تستمع إليه وقم إلى ربك واعمل بقوله: «كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ «.
أما من يبعدك عن ربك نقول له اتق الله ولا تكن من الذين قال فيهم الله تعالى: «أَرَأَيْتَ الَّذِى يَنْهَى * عَبْدًا إِذَا صَلَّى * أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى * أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى * أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى * أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى * كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ * نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ * فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ».
فنصيحتى لك أيها المجاهد العظيم....احرص على إخراج نفسك من الظلمات واسع دائما إلى إصلاحها لأنك تستحق فأنت على طريق الحق ودائماً أهل الحق يُحاربون، وسينتصرون لأنهم الأقوى بصبرهم وإصرارهم وعزيمتهم وإيمانهم بقدرتهم على التغيير ويقينهم بمعنى قوله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ».. واحذرك أن تجعل هذا المستهزئ الساخر ينتصر عليك ويهزمك ويجعلك تنهزم ثم يتخلى عنك قائلا: ما كان لى عليك من سلطان إلا أن دعوتك فاستجبت.
صديقى إن لم تستطع أن تكون من الصالحين فلا تكن من العاصين وكن من هؤلاء الذين قال الله فيهم: «وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ : إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ». ١٠٢
ثق دائما ان هنالك توبة فأسرع وبادر
وتيقن أن الله يقبل ويغفر
واعترف بذنبك وأسرع واستغفر
ومن الصالحين تقرب واستكثر
وعن الغافلين ابعد وفر وانفرش