صباح الفن

ثلاثة مسلسلات على القمة

انتصار دردير
انتصار دردير

بعد مضى أكثر من عشرة أيام على بدء شهر رمضان الكريم نستطيع أن نؤكد بكل ثقة تصدر ثلاثة مسلسلات ماراثون الدراما الرمضانية لعام 2021 وهي: الاختيار2، هجمة مرتدة، القاهرة - كابول، ليس فقط لأنها تصدرت «التريند «وإستحوذت على أعلى نسب مشاهدة، وحققت ردود أفعال كبيرة من الجمهور، بل لأنها أيضا يجمعها رابط مهم، وهوكشف الحقائق، وتوضيح أبعاد المؤامرات على مصر فى الداخل والخارج، سواء من جماعة الإخوان الإرهابية (كما فى الاختيار2) أومن أجهزة الاستخبارات التى تترصد مصر وتسعى للوقيعة بين طوائف الشعب بهدف تفتيت الدولة (هجمة مرتدة)، أو صناعة الارهاب التى تتآمر فيها أطراف خارجية تستقطب عناصرمن الداخل فى صفها كما فى (القاهرة كابول)، وهى مسلسلات لا تكتفى بالرصد والتوثيق، بل تحذر أيضا من استمرار هذه المؤامرات، وتؤكد فى ذات الوقت يقظة أجهزة الدولة وتصديها بقوة لكل مؤامرات زعزعة استقرارها.
لقد أعادت حلقات فض إعتصام رابعة والهجوم على مركز كرداسة واغتيال المقدم محمد مبروك فى «الاختيار2» إلى الأذهان وقائع لم تغب عن ذاكرة المصريين لحجم المؤامرة التى ارتكبتها جماعة الإخوان الإرهابية فى حق بلادنا،وأوهام اسقاط الدولة والسيطرة على الحكم، وقوة العيون الساهرة التى تصدت لهم، كما كشفت حلقات مسلسل «هجمة مرتدة» كيف تتربص أجهزة استخبارات أجنبية لتلعب بملف الأقباط فى مصر ورغم أن مسلسل «القاهرة كابول» يعتمد على شخصيات تصنع الأحداث، الا أنه يستكمل دائرة توضيح أبعاد المؤامرة من خلال تصديه لفكرة كيف تنمو بذور التطرف فى مجتمعنا، وكيف تتكاتف قوى خارجية لتصدير الارهاب إلى بلادنا. 
إن فتح هذه الملفات المهمة فى هذا التوقيت يعد أمرا بالغ الأهمية، وقد كنا ننتظر من قبل عشرات السنين حتى نرى قصة من ملفات المخابرات، على غرار رأفت الهجان أوجمعة الشوان، لكننا نتابع الآن فى هذه المسلسلات أحداثا معاصرة يتم توثيقها فى عمل درامى ممتع توافرت له كافة عناصرالتفوق والتميز من الكتابة الى الإخراج والتمثيل وإنتاج سخى وتصوير فى مواقع حقيقية للأحداث فى دول عربية وأوروبية، لقد أعادت هذه الأعمال الثلاثة للدراما دورها التوعوى الذى افتقدته لسنوات عديدة، فتحية لكل من ساهم فيها، وللدولة المصرية القوية الراسخة.