نوبة صحيان

حكايتنا فى سيناء من ٣٩ سنة

أحمد السرساوى
أحمد السرساوى

 استغرقنا ٣٩ سنة لنُخرج ملف تعمير سيناء من الأدراج !!
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسى مُحقا عندما أعلن مرارا «بالفعل والقول» أن تنمية هذا الجزء الغالى من الوطن قضية «أمن قومي»، وهو ما تمت ترجمته فى ضخ الدولة لاستثمارات هائلة فيها خلال السنوات الخمس الماضية، زادت قيمتها على ٨٠٠ مليار جنيه.
نعم.. تأتى ذكرى تحرير سيناء هذا العام «شكل تاني».. فقد عاد «التئامها» عضويا بجسد الوطن الأم بعد انشاء شبكة عملاقة من الأنفاق والطرق والكبارى حول القناة شرقا وغربا، فأعادت الوصل والاتصال البرى بين ضفتيها.
وتنوعت المشروعات على رمالها بين الصناعة والزراعة والخدمات والبنية الأساسية، وغطت جميع أنحائها شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، فيندر أن نجد مترا مربعا من أرض الفيروز لم تصله أيادى التغيير للأجمل والأفضل، تأسيسًا لتشجيع الملايين من المصريين للحياة فيها وإقامة مجتمع جديد.
وبكل إنصاف نقول إن ما تم تنفيذه خلال السنوات الخمس الماضية لا يستطيع أحد تنفيذه فى ١٥ عاماً على الأقل، خاصة أن ما تم تنفيذه جاء من خلال شركات مصرية وبأياد مصرية وعلى أعلى مستوى.
وفوق ذلك.. تمت السيطرة على الإرهاب فى الأجزاء التى عششت فيها عناصر إرهابية من جماعات تكفيرية مارقة.
ما جد على سيناء، مثلما هو الحال فى أرض المحروسة كلها.. هو وجود إرادة سياسية وقناعة وطنية واعية، لديها حُلم لهذا البلد العظيم، ورؤية تستشرف المستقبل، وتملك شجاعة القرار والقدرة على تنفيذه بأسرع ما يمكن، وبأعلى مستوى.. إدراكا من قيادتنا بأن تحدى تحرير سيناء قد انتهى.. وأن تحدى تعميرها قد بدأ بالفعل ونخوضه معا الآن بكل الزهو والافتخار.