مجرد فكرة

منافسة أكثر صعوبة

محمود سالم
محمود سالم

فى تقرير لها توقعت منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية أن يواجه المصدرون المصريون منافسة أكثر صعوبة وتوقعت تعرضهم لمخاطر عالية ناجمة عن خسارة عدة أسواق، كما توقعت تعرض المنتجين الوطنيين لمنافسة شرسة من مصدرين على حافة اليأس، لكنها توقعت أيضا أن تصبح مصر المورد المفضل لمستوردى المكونات بالأسواق الدولية فى ظل سعى دول العالم إلى تنويع مورديها . تلك التوقعات تحققت بالفعل فقد أشار تقرير للمركز المصرى للدراسات الاقتصادية إلى أن التأثير السلبى لجائحة كورونا على أداء الصادرات السلعية المصرية تجاوز المتوسط العالمى حيث تراجعت بصورة أكثر حدة خلال الربع الثانى من 2020 عما كان فى 2019 . والأرقام قالت إنه باستثناء مواد البناء تراجعت صادرات الملابس الجاهزة والمنسوجات والمفروشات بنسبة 12 % والأثاث 10 % والصناعات الهندسية 5 % وهو ما يحتم التوقف لتقييم ذلك الوضع واقتراح الحلول خاصة أن المستهدف الوصول بحجم الصادرات إلى 100 مليار دولار خلال 5 سنوات . ومن المهم هنا الإشارة إلى  رأى أحد خبراء الإدارة والاقتصاد هو د. محمد أحمد شعير العضو المنتدب التجارى السابق لشركة النصر للتصدير والاستيراد والذى يشدد على أهمية متابعة تلك القضية الحيوية وخاصة فى ظل عضوية مصر فى عديد من الاتفاقيات التجارية الدولية الكبيرة وعلى رأسها الكوميسا التى تتيح لمصر التواجد بل غزو الأسواق الإفريقية، مع ضرورة استغلال مكاتب وفروع بعض الشركات المصرية وفى مقدمتها النصر للتصدير والاستيراد وهى الشركة ذات الاسم والتاريخ الطويل بالقارة السمراء . هذا بجانب استغلال اتفاقية الميركوسور بين مصر والبرازيل والأرجنتين وأوروجواى وباراجواى والتى لم يتم استغلالها حتى الآن، وقال إنه سعى شخصيا إلى فتح فرع لشركة النصر فى ساوباولولزيادة حركة التصدير إلى هذا السوق الكبير، لكن الأمر كان ومازال يحتاج إلى دفعة قوية ودعم مباشر للمصدرين مع التركيز على السلع المصرية التى تتمتع بميزات نسبية مثل المنسوجات القطنية وعدم إغفال الجودة والأسعار التنافسية  مع تفعيل دور مكاتب التمثيل التجارى  بتغيير منهج وأسلوب عملها وتزويدها بالكوادر المؤهلة والمدربة والواعية، مع تحديث التشريعات المنظمة  للتصدير . ولم ينس د. محمد شعير التأكيد على أنه لا مانع من الاقتباس بما يتوافق مع واقع مصر المحلى . كما لم ينس الإشارة إلى أهمية تدريب كوادر شابة مؤهلة، تدريبا حقيقيا وليس ورقيا مع الاستفادة بالخبرات الحالية . ومن المهم كذلك انتهاج الأسلوب العلمى والإبداعى فى تسويق السلع والمنتجات المصرية، مع تصنيع المواد الخام التى يتم تصديرها لزيادة القيمة المضافة وتحقيق أرباح أعلى . 
وبعد .. هذا قليل من كثير كما قال د. شعير .. والمهم ألا نستمر نؤذن فى مالطا وتظل الجهات الحكومية المسئولة عن التصدير تعيش فى جزر منفصلة كما يرى رجل الأعمال عبد اللطيف المغربى !