المسجد العباسى بالإسماعيلية، واحد من أهم الآثار الإسلامية بالمحافظة كما يعد أقدم المساجد، ويقع على امتداد شارع محمد علي في مواجهة ترعة الإسماعيلية بمدخل المحافظة.
المسجد العباسي أنشئ سنة 1316هـ/ 1898م أي منذ 123 عاما، على يد الخديوي عباس حلمي الثاني سابع أحفاد محمد على باشا، والذي تولي حكم مصر في الفترة من 1892م-1914م.
قناة السويس
أنشئ المسجد عقب أعمال حفر قناة السويس نظرًا للتوسع العمراني بالمحافظة ومما تبعه من تجمع للعاملين والسكان حول القناة، والذين طالبوا بإنشاء مسجد لإقامة الشعائر الدينية.
في وصف المسجد
المسجد العباسى بالإسماعيلية متساوي الأضلاع اي مربع الشكل ويعود في طرازه إلى الشكل المعماري العثماني في العمارة الإسلامية. 
ومدخل المسجد مزين بزخارف إسلامية واضحة، وأيضا منبره الخشبي، ومن الداخل عبارة عن مساحة مربعة حوالي 400 متر مربع تقريبًا، ونظام تخطيطه يتبع نظام المساجد المغطاة بسقف وليس الصحن والمظلات.
ويتكون المسجد من الداخل من ثلاث بائكات متعامدة على جدار القبلة و5 بلاطات موازية لجدار القبلة محمولة على أعمدة حجرية تعلوها عقود مدببة يتوسطها شخشيخة خشبية تعلو البلاطة الوسطى بالمسجد، كما يوجد روابط خشبية لحمل المصابيح والمشكاوات الخاصة لإضاءة المسجد .
ويتبع المسجد العباسى، مديرية أوقاف الإسماعيلية من خلال الإشراف الإدارى وأداء الصلاة وله مجلس إدارة تشرف عليه الأوقاف، وأيضًا تم إنشاء جمعية خيرية مشهرة باسم المسجد.
وظيفة تجارية
لم يقتصر دور مسجد العباسى بعد الافتتاح على أداء الصلوات الخمس وخطب يوم الجمعة فحسب، ولكن ونظرا للأعداد الكبيرة من المصلين ورواد الجامع من مختلف البلاد المجاورة، في ذلك الوقت تم استغلال تلك التجمعات لإنشاء السوق التجاري الأول من نوعه داخل المحافظة، والذي يتوجه إليه التجار من جميع البلاد حاملين البضاعة والمنتجات التجارية، محملة على الجمال، فتأخذ طريق القنطرة شرق وغرب محافظة الإسماعيلية ومنه لشارع محمد علي وصولًا لمنطقة الجامع العباسي بالمحطة الجديدة التابعة لحي أول الإسماعيلية.
ليفترش التجار بالبضائع على جنبات الجامع متخذين تلك المنطقة سوقًا تجاريًا لهم أسوة بسوق «عكاظ» في السعودية، لتصبح هذه المنطقة أحد أول وأهم محطة تجارية بمحافظة الإسماعيلية، ومن هنا جاءت تسمية المنطقة بحى المحطة الجديدة، حيث كان من المعروف في ذلك الوقت محطة للسكك الحديد هي المحطة الوحيدة داخل المحافظة، قبل ولادة المحطة التجارية الجديدة .
ترميم الجامع العباسي
ويهتم مسؤولو محافظة الإسماعيلية بالمسجد للأهمية التاريخية له، لذلك تحرص مديرية الأوقاف بالمحافظة علي القيام بأعمال الترميم والصيانة الدورية للمسجد حفاظًا علي تراث محافظة الإسماعيلية المميز والذي تزايد عمره الإنشائي عن 122 عاما.
ومع مرور السنوات تم ضم المسجد العباسى بالإسماعيلية لهيئة الآثار في عام 1986 والتى قامت بترميمه أكثر من مرة كان آخرها عام 2012 بعد مطالبة مجلس إدارة المسجد بالترميم والإصلاح بعد تهالك بعض الجدران وأجزاء من السقف.
وبدأ الترميم عام 2011 وانتهى في 2012، بالجهود الذاتية من أهالى المحافظة، خاصة بعدما تم تكوين جمعية خيرية مشهرة له تحت رقم 606 لسنة 2011، لجمع تبرعات من الأهالي والمؤسسات لأعمال الترميم، لعدم وجود ميزانية لتلك الأعمال في هيئة الآثار التابع لها المسجد.
وقُسمت مراحل العمل بالمسجد العباسي إلى ثلاث مراحل الأولى استمرت لمدة شهر كامل تم خلالها إزالة الطبقة الإسمنتية فوق السطح الخشبي وتم تنظيف الخشب القديم ومعالجته وعزله وعمل سقف خرساني وفقا للمواصفات التي حددتها هيئة الأثار
والمرحلة الثانية وهي ترميم صحن المسجد من الداخل حيث تقوم إدارة ترميم الأثار وفريق عمل ضم التابع لها وضم 15عضو بعمل إزالة الدهانات التي تمت على جدران المسجد من الداخل والأبواب.
بعد ذلك تم اعتماد ميزانية من هيئة قناة السويس ووزارة الأوقاف لاستكمال باقى الترميمات بالمسجد بعدما انخفضت تبرعات المواطنين.
وتم تجديد شبكة الكهرباء وإنشاء سقف خرسانى فوق السقف الخشبي لعدم سقوط الأمطار عليه في فصل الشتاء وتجديد دورات المياه وتركيب أرضيات وتكييفات واستعاد المسجد الأثري بريقه من جديد بالنفوش والزخارف داخل وخارج المسجد.
