قصص الأولين .. أصحاب الأخدود

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


أمثلة رائعة فى الإيمان وبذل النفس والشهادة فى سبيل الله ومقاومة الكفر والطغيان ضربها لنا قوماً مؤمنين تعرضوا لأفظع  وأشد ألوان التعذيب للرجوع عن الحق  ولكنهم صمدوا وظلت سيرتهم العطرة بيننا وستبقى إلى يوم الساعة قرآناً يتلى آناء الليل والنهار .

وما أخرجه الإمام أحمد والإمام مسلم وفيها يقولان عن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كان ملك فيمن كان قبلكم وكان له ساحر فلما كبر الساحر ، قال للملك [ص: 24 ] إني قد كبرت سني وحضر أجلي فادفع إلي غلاما فلأعلمه السحر. فدفع إليه غلاما فكان يعلمه السحر وكان بين الملك وبين الساحر راهب فأتى الغلام على الراهب فسمع من كلامه فأعجبه نحوه وكلامه، وكان إذا أتى الساحر ضربه وقال: ما حبسك، وإذا أتى أهله ضربوه وقالوا: ما حبسك، فشكا ذلك إلى الراهب فقال: إذا أراد الساحر أن يضربك فقل: حبسني أهلي ، وإذا أراد أهلك أن يضربوك فقل: حبسني الساحر .


«فبينا هو ذات يوم، إذ أتى على دابة فظيعة عظيمة قد حبست الناس فلا يستطيعون أن يجوزوا فقال : اليوم أعلم أمر الساحر أحب إلى الله أم أمر الراهب قال: فأخذ حجرا فقال : اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك وأرضى من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يجوز الناس، ورماها فقتلها، ومضى فأخبر الراهب بذلك فقال: أي بني أنت أفضل مني، وإنك ستبتلى فإن ابتليت فلا تدل علي فكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص، وسائر الأدواء ويشفيهم».


«وقال للغلام: ارجع عن دينك فأبى، فبعث به مع نفر إلى جبل كذا وكذا، وقال: إذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه وإلا فألقوه، فذهبوا به فلما علوا الجبل قال: اللهم اكفينهم بما شئت فرجف بهم الجبل فألقاهم أجمعون، وجاء الغلام يتلمس حتى دخل على الملك فقال: ما فعل أصحابك فقال: كفدانيهم الله فبعث به مع نفر في قرقور فقال: إذا لججتم البحر فإن رجع عن دينه وإلا فأغرقوه في البحر، فلججوا به البحر فقال الغلام: اللهم اكفينهم بما شئت فغرقوا أجمعون، وجاء الغلام حتى دخل على الملك فقال: ما فعل أصحابك فقال : كفانيهم الله» .

«ثم قال للملك : إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به فإن أنت فعلت ما آمرك به قتلتني ، وإلا فإنك لا تستطيع قتلي. قال: وما هو ؟ قال : تجمع الناس في صعيد واحد، ثم تصلبني على جذع ، وتأخذ سهما من كنانتي، ثم قل : بسم الله رب الغلام فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني ففعل ووضع السهم في كبد القوس ، ثم رماه وقال : بسم الله رب الغلام فوقع السهم في صدغه فوضع الغلام يده على موضع السهم ومات فقال الناس: آمنا برب الغلام فقيل للملك : أرأيت ما كنت تحذر فقد والله نزل بك قد آمن الناس كلهم فأمر بأفواه السكك فحفر فيها الأخاديد، وأضرمت فيها النيران، وقال: من رجع عن دينه فدعوه، وإلا فأقحموه فيها، وقال: فكانوا يتعادون فيها، ويتدافعون، فجاءت امرأة بابن لها ترضعه  فكأنها تقاعست أن تقع في النار فقال الصبي: اصبري يا أماه فإنك على الحق.


اقرأ أيضا|قصص الأولين.. قوم لوط وعاقبة الشذوذ عن الفطرة السليمة