عمر خورشيد.. أدخل الجيتار لفرقة أم كلثوم وتوفي بـ«حادث مروع»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

صاحب اليد الذهبية والوجه الرومانسي ساحر الجيتار الوسيم عمر خورشيد النجم الذي صعد على أوتار الجيتار بموسيقاه الحالمة وكان أشهر عازف جيتار في مصر والوطن العربي.

اقرأ أيضاً |قصة حادث عمر خورشيد.. اللحظات الأخيرة في عمر ساحر الجيتار

ورغم أن عمره الفني كان قصيراً مثل عمر الزهور استطاع أن يترك بصمات واضحة في مجال الموسيقى كما إنطلق في عالم التمثيل، وكان يحلم بالعزف مع سيدة الغناء العربي أم كلثوم وبفضل موهبته وإصراره استطاع تحقيق أحلامه.

ففي عام 1970 انضم عمر خورشيد إلى الفرقة الموسيقية التي تصاحب أم كلثوم في لحن عبد الوهاب «دارت الأيام» وكانت هذه المرة هي الأولى التي يكون للجيتار دور رئيسي في لحن كلثومي.

 

وكانت المفاجأة لأم كلثوم حين رأت العازف الجديد فهذا الوجه تألفه منذ سنوات، فهو صديق أيام الطفولة لأحفاد شقيقتها  (وجدي وأحمد) كان يقضي الأيام معهما في فيلا أم كلثوم بالزمالك ومن هناك عشق الموسيقى وفضلها على كل هواية.

 

وتأصلت هواية الموسيقى في روح الطفل فلما بلغ أشده التحق بالمعهد اليوناني وتعلم «الجيتار» وهو لا يتعدى التاسعة عشر من عمره وبرز فيه، وبدأ حياته بالانضمام مع مجموعة من أصدقائه لأشهر فرقة «جاز» تعمل في ملاهي القاهرة وكانت تسمى بفرقة «بيتي شاه» وتعني القطط الصغيرة.

 

وتدور الأيام دورتها ويعود عمر إلى مقربة من أم كلثوم كمان كان يحلم كواحد من العازفين في فرقتها الموسيقية كما نشر في جريدة "الجمهورية" في 23 يناير 1970.

 

كان عقله كبيراً بنفس إحساسه ورقته وعذوبة عزفه وهذا ليس غريبا فهو حاصل على ليسانس آداب قسم فلسفة، وكان تفاؤله ليس وقفا على الموسيقى فقط وإنما هو شلال ينبع من نظرة فلسفية كونها لنفسه تقول: "كل منا يبحث عن السعادة لذلك إذا ما التقيناها علينا أن نحافظ عليها ونصونها لأنها لا يمكن أن تجري وراءنا".

 

ولقد حدث أن أقعده المرض في السرير وحار الأطباء في معرفة الداء الذي يعاني منه فقد كان عمر يخضع للعلاج وكانت الآلام لديه تزداد إلى أن قال الأطباء في نهاية الأمر إنها حمى البحر الأبيض المتوسط.

 

كان هذا المرض امتحانا لقدرة تفاؤله على التصدي له، باعتباره مرضا لم يعرف الطب علاجا له ويصاحبه ارتفاع وانخفاض سريع في الحرارة، والمصابون بهذا المرض في ذلك الوقت في العالم كله 140 مريضا وكان عمر من ضمنهم كما نشر في جريدة "الأخبار" في 3 يوليو عام 1979.

 

وعندما تم سؤاله هل تحب الفلوس قال: «أنا أحب الفلوس مثلما يحبها جميع الناس، ثم إنني أحتاج الى الفلوس لأداوي نفسي، أنا مصاب بمرض اسمه مرض البحر المتوسط، وهو مرض مرهق جداً وآلامه لا تحتمل وعلاج هذا المرض يكلفني أكثر من ثمانية آلاف دولار كل عام، وهكذا فإنني أحب الفلوس لأنها ضرورية لي ولكي لا أحتاج لأحد».

 

ولد «خورشيد»  في حي عابدين يوم 9 أبريل 1945 في أسرة فنية عريقة، فوالده أحمد خورشيد هو أستاذ التصوير السينمائي وكانت تربطه علاقات عديدة بكبار الشخصيات في الوسط الفني، ووالدته عواطف هاشم فكانت من سيدات المجتمع، وقد انفصلت عن والده وهو في سن صغيرة.

 

«خورشيد»  له شقيقة واحدة هي جيهان وأختين غير أشقاء من والدته منهما الفنانة شريهان، كما لديه 4 أخوة ذكور من والده وأخت واحدة، وكان البعض يعتقد أن اعتماد خورشيد هي والدة عمر ولكن الحقيقة أنها كانت زوجة والده.

 

تزوج «خورشيد»   4 مرات، الأولى من السيدة أمينة السبكي وكان عمره 20 عاما ولكن الزواج لم يستمر لأكثر من عام وانتهى بالانفصال،  ثم تزوج بعد ذلك من الممثلة ميرفت أمين وحدث خلاف بينهما نتيجة انشغال كلا منهما في أعماله الفنية وتم الطلاق أيضا بعد عام.

 

وتلا ذلك زواجه من دينا سيدة أعمال لبنانية واستمر زواجهما حتى لقي مصرعه، ولكنه تزوج عليها الممثلة مها أبو عوف قبل شهور قليلة من موته وكانت حاملا في الشهر الرابع ومن شدة حزنها عليه أجهضت وبذلك لم يكن لعمر أولاد، إلا أن زوجته دينا كانت لها ابنة بالتبني تدعى ياسمين.

 

وتعود تفاصيل مصرعه إلى الأول من يونيو عام 1981 حين دعي لقضاء سهرة مع بعض الأصدقاء وبعد ساعة استأذن عمر وزوجته دينا لارتباطه بموعد آخر، وبعد أقل من ساعة وقع الحادث الجلل الذي راح ضحيته وهو يقود سيارته عندما تعرض هو وزوجته لمعاكسة راكبين يستقلان سيارة مما أثار غضب عمر خورشيد وأخذ في مطاردتهما حتى انحرفت السيارة وفقد السيطرة عليها تماما ونقل هو وزوجته للمستشفى، كانت إصابة زوجته ليست جسيمة ولكنه فارق الحياة عن عمر 36 عاما.

 

رحل «خورشيد»  وبقيت قيثارته صامتة تشتاق إلى أنامله الرقيقة، رحل وفي عقله أفكارا كثيرة وحب أكبر للموسيقى الشرقية التي سهر جاهدا لتطويرها ونشرها في كل أنحاء العالم.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم