رمضان كريم | بعد العيد

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كل سنة واحنا طيبين، رمضان كريم، يارب سنة جديدة سعيدة جميلة علينا كلنا، دايما متجمعين على سفرة واحدة فى الفطار، وطبلية واحدة فى السحور، بنفتكر اللى راحوا ونبتسم ونفكر بعض وبكلامهم ونضحك.. نضحك من قلبنا وندعيلهم، ونتونس باللى موجودين ونفرح بيهم وبلمتنا مع بعض.. رمضان كريم.
البلح عشان يدوب فى اللبن محتاج على الأقل ساعة، بشرط يكون اللبن سخن جدا، الدوم والخروب والتمر هندى والعرقسوس أجمل بكتير من مشروبات الكوكاكولا والبيبسى حتى لو سمعت صوت الطرطشة والصودا فى الاعلانات فى عز الصيام، ماتصدقش ده شغل اعلانات.
صحيح على ذكر الاعلانات.. إلحق اتفرج على اعلانات شبكات المحمول الأربعة فى أول كام يوم من الشهر، عشان هاتتقطع بعد كده كل اعلان ٣ مقاطع الأقل ويتعرض فى الفواصل الطويلة للمسلسلات، لزوم تقليل مدة نفقات العرض، ورفع عدد تكرار مرات المشاهدة، أما العرض الذى يتم تقديمه للعميل دى آخر حاجة تفكر فيها، بالمناسبة كمان فى اعلان للشبكة الحمراء ستكون بطلته شريهان.. يارب يطلع حلو. كل ده طبعا فى وسط كم اعلانات مهولة للشحاتة وجمع التبرعات، ثم بعدها وبدون سابق انذار تلاقى الكاميرا بتلف بيك فجأة جوا كمباوند فاخر م الآخر واتاخر، يدور بك مرة على حمام سباحة، ومرة وسط مروج خضراء شاسعة، والأدهى أن هذه الاعلانات ستتركك فى النهاية جثة هامدة لا تذكر ماذا كنت تشاهد، كأنه مولد وصاحبه نايم.
النصيحة الأهم.. توقف تماما عن متابعة برامج التوك شو ان وجدت، واذا اتكعبلت فيها اقلب المحطة فورا بدون تردد، ده فخ لرفع ضغط الدم والاصابة بجلطات مزمنة، بلاش فى رمضان ماتقلقش مفيش حاجة هاتفوتك يا برنس. 
وبالنسبة للمسلسلات.. اياك ثم اياك ان تسقط ضحية خدعة أنك تستطيع مشاهدة كل انتاج العام، ذلك لن يتحقق الا اذا استقلت واستغنيت عن النوم، و قررت متابعة بعض المسلسلات على «تليجرام»، أما «تليجرام» هذا فمتابعة اى عمل عليه يندرج تحت بند انتهاك حقوق الملكية الفكرية للمنتج والمؤلف والممثل وكل الناس، وهذه طبعا سرقة، والسرقة حرام فى رمضان، لكن اذا اضطررت غير باغ ولا عاد فلا جناح عليك عزيزى الصائم.
أما تنضيفة العيد، فأرجوك توقف فورا عن تفيض السجاد على سور البلكونة أو درابزين السلم، فهذا يندرج تحت بند اماطة الأذى وهو من الصالحات فى الشهر الفضيل وفى غيره مثل غض البصر بالضبط، ها!، غض البصر.. هل تسمعني؟!
حاجة تانية ستلاحظ نشاط مفرط فيها وهى جملة «بعد العيد»، وهذه جملة يبدو أنها وراثة أب عن جد، أو ربما اخترعها القدماء المصريون، ولا عليك الا أن تفهم اذا سمعتها ان الشخص الذى يقولها هو مدخن شره وظروفه صعبة ربنا يهون عليه ويتوب علينا منها، فلا تضغط عليه بأى طلب فلا يكلف الله نفسا الا وسعها.
ولأننى من هؤلاء المدخنون الذين يستحقون الشفقة، فيسعدنى أن أقول لك عزيزى القارئ أننا سنلتقى «بعد العيد»، كل سنة واحنا طيبين.