مصرية

عندما يستيقظ المارد

إيمان همام
إيمان همام

مصر الشعب والجيش والأرض والهواء والسماء كنانة الله فى الأرض، عندما استيقظت فى ٣٠ يونيه ونفضت الغبار الذى كان يعتريها وانطلق المارد فى ثبات وقوة الذى ولد من «أم» لا تعرف الانكسار وهى الكفاح والجدعنة والشهامة والصبر على مواجهة الازمات، أنجبت رجالا شجعانا لا يعرفون المستحيل، إنها «الأم المصرية» التى توضع فى أى مكان تزينه وتقويه، وليست صدفة أن تكون أمنا هاجر زوجة نبى الله إبراهيم مصرية، وليست صدفة أن تكون مصر أول دولة على كوكب الأرض منذ آلاف السنين، وليست صدفة أن يولد على أرضها أنبياء ويعيشون فيها، وليست صدفة أن تذكر مصر فى القرآن الكريم، مصر غوث العباد عندما حدثت المجاعة فى شبه الجزيرة العربية، وكان الناس يموتون جوعا، فيرسل الفاروق عمر بن الخطاب يطلب النجدة والغوث من مصر وكتب لعمرو بن العاص ثلاث كلمات فقط، وا غوثاه.. وا غوثاه.. والسلام، فيجتمع المصريون ويقررون إنقاذ إخوانهم فى شبه الجزيرة العربية وأخذوا يرسلون قافلة أولها فى المدينة وآخرها فى القاهرة، فيدعو الفاروق سيدنا عمر لمصر وأهلها بالخير والنماء والرخاء، وهذه من سمات الشعب المصرى الكريم، كما حدث فى عهد «عزيز مصر» والنبى يوسف عندما أنقذت مصر الشعوب المجاورة من مجاعة كبيرة، هذه مصر التى قال عنها الملك عبدالعزيز «رحمه الله» مصر لا تحتاج إلى رجال فرجالها أهل ثبات، كما قال كيسنجر وزير خارجية أمريكا الأسبق لا يوجد ولم ولن يوجد أشجع وأجد وأعند من رجال مصر، وكما قال صدام حسين: «فى كل نقطة دم مصرى يولد مجاهد وبطل»، وأذكر الناس بمقولة «الحجاج» عن أهل مصر: «لا يغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه، وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه.. فانتصروا بهم فهم خير أجناد الأرض» هذه هى مصر الدولة العربية والأفريقية العظمى، «مصر» مهما وصفناها بالكلام لا يمكن أن نوفىها حقها.