مصر المستقبل

مصر الخالدة العريقة

رشا الشايب
رشا الشايب

بقلم/ رشا الشايب

فى مشهد تاريخى مهيب وقف عنده العالم منبهرا ليصفق ويزهو بحفل تكريم التراث المصرى الغنى والرحلة الذهبية الملكية المعتبرة لنقل اثنتين وعشرين من المومياوات الملكية من المتحف المصرى بميدان التحرير حتى المتحف القومى للحضارة المصرية بالفسطاط.

ففى أجواء أسطورية ساحرة، وعرض عبقرى لافت فى كل أركانه من أول الفكرة وحتى العرض الأخير، عرض يسرق الأنظار ويأخذ بالألباب إلى عالم آخر دقيق خلاب بالغ العظمة فى كل تفاصيله فهو أشبه بالخيال، وفى لفتة إنسانية عظيمة − لن تجدها فى كل عواصم العالم − قام المصريون قيادة وشعبا برد الجميل للحضارة الفرعونية العريقة عن كل ما قدمته لنا ووضعته بين أيدينا فى كل مناحى الحياة.

أستدعى لكم هذه الحكمة من العصر الفرعونى القديم والتى تقول: "الحقيقة تطفو على السطح مهما طال حبسها فى الأعماق"، والحقيقة يا سادة أن مصر كانت وستظل بإذن الله شامخة، يافعة، تضرب بجذورها فى أعماق التاريخ الإنسانى لتنجب أعظم الحضارات الإنسانية فى البشرية جمعاء، معطاء زاخرة بتقديمها أسرار العلوم للعالم أجمع كما قال افلاطون: "ما من علم لدينا إلا وأخذناه من الحضارة المصرية".

فالحقيقة الساطعة كالشمس فى كبد السماء أن مصر هى أول بلد يعرف الاستقرار والازدهار، الخصب والنماء، والتشييد والبناء.

ونقول لكل الأعداء والكارهين والحاقدين والمشككين فى إمكاناتنا وأسباب عظمتنا والمنتقصين من قدراتنا كما قال أجدادنا الفراعنة العظام: المغرور كالديك الذى يظن أن الشمس تشرق لصياحه، ومن يبلغ القمة هو من يصعد إليها بقدمه، ويسقط فى منتصف الطريق من يصعد على قدمى غيره أو يتمنى سقوط غيره.

ونقول لكل من يفكر فى نزع حقوقنا الأصيلة فى الحياة أو الافتئات عليها أو اللعب بمقدراتنا التاريخية بسدٍ أو غيره كما قال أجدادنا: إذا أردت أن تحتفظ بصداقة جارك فلا تنزع السور الذى يفصل بين داريكما، فأنت صديق طالما تراعى الحقوق والواجبات وإلا أصبحت عدوا معتديا لا تهاون معك ولا أدنى اعتبار لوجودك.

ونصيحة غالية قدمها لنا أجدادنا لكى تستمر حضارتنا وتشرق مصرنا لنهاية الزمان وهى أن العلم هو سلاح يحمله الإنسان ليحمى به نفسه، والجهل ينزع سلاح الإنسان فلا يجد ما يحمى به نفسه، ومن يسير وهو ينظر إلى الخلف فقط تتعثر أقدامه عن المضى قدماً.