عاجل

موكب المومياوات الملكية | موكب المحمل.. وكسوة الكعبة

 المحمل /  باب الكعبة
المحمل / باب الكعبة

ظلت مصر تقيم احتفالاً كبيراً كل عام فى ميدان القلعة، بمناسبة خروج المحمل من «دار الكسوة» التى أقامها الخديوى محمد على بمنطقة «الخرنفش»، بغرض تصنيع وتطريز كسوة «الكعبة» المشرفة بخيوط الذهب والفضة، وكان يستغرق تصنيعها عاماً كاملاً.

وأثناء عمليات الترميم التى تقوم بها د.سمية إبراهيم، رئيس معمل ترميم النسيج، حكت لنا قصة موكب «المحمل» الذى يعرض فى القاعة الرئيسية، وتاريخ إرسال كسوة الكعبة المشرفة، قائلة: استمرت مصر فى صناعة كسوة الكعبة والاحتفال بإرسال المحمل لبلاد الحجاز، منذ عهد محمد علي، حتى ستينيات القرن الماضي، بعدها أقامت السعودية داراً لتصنيع الكسوة، وتوقفت مصر عن هذا التقليد، وكانت الدار التى أقامها محمد على تعمل طول العام لتصنيع أستار الكعبة، من الحرير الأسود عليها 8 شرائط، فى كل جهة شريطان، ومكتوب عليها آيات قرآنية مرتبطة بالحج، ومشغولة بخيوط من الذهب والفضة، ويتم لفها على أسطوانات خشبية ليشاهدها المصريون فى المحمل.

أما الهودج فكان يصنع من قماش قرمزى اللون، ومطرز بخيوط من الذهب والفضة، وتوضع بداخله الهدايا، ويسير المحمل فى شوارع القاهرة، والفرقة العسكرية تعزف «المارش العسكرى»، ويقف بعدة محطات منها ميدان صلاح الدين بالقلعة، ليشارك المصريون فى الاحتفال، ويقف فى السويس ليصل إلى السعودية عبر البحر.


 ويضم الموكب الذى يضم عدداً كبيراً من العازفين، والطباخين، وغيرهم، ومسئولين عن رعاية الجمال المزينة فى الموكب، أما الجمل الذى يحمل الهودج فيلقى رعاية خاصة، ولا يسمح بذبحه أو استخدامه فى عمل، لأنهم بعد المحمل كانوا يعتبرونه مبروكاً، ويعود لدار الكسوة، وهناك شخص مسئول عن نظافته وأكله.


ورغم أننا لا نملك وثائق تشير إلى بداية هذا التقليد، إلا أن هناك بعض الوثائق تشير إلى أن «شجرة الدر» كانت تقوم بإرسال الكسوة إلى الأراضى الحجازية، وكانت ترسل الكسوة الجديدة كل عام، وتعود الكسوة القديمة، وتوزع على كبار القوم تبركاً بها، ونتيجة الخلافات السياسية عاد المحمل الذى أرسل فى عهد جمال عبدالناصر، ونعرض فى المتحف المحمل الذى يعود إلى عهد الخديوى عباس حلمى الثانى فى نهاية القرن التاسع عشر، ولدينا محمل آخر من عهد الملك فاروق لكننا فضلنا أن نعرض الأقدم، أما كسوة الكعبة فترجع إلى عهد جمال عبدالناصر، ومكتوب عليها التاريخ 1381 هجرية، ونعرض ستارة باب الكعبة، كما نعرض مفاتيح للكعبة من العصر المملوكي، عليها نقوش مصنوعة بطريقة «التكفيت» التى كانت معروفة فى العصر المملوكي.