شاشة وميكروفون

من ذكريات العندليب

عاطف سليمان
عاطف سليمان

وتطفو الذكريات على سطح الذاكرة وتخرج من مخزونها. فما أجملها ذكرى لن تتكرر فمعظم أبطالها غابوا عنا ولكنهم تركوا أجمل الذكريات تنبش فى العقل بين وقت وآخر وتترحم على تلك الأيام الجميلة خاصة أن تعاملاتك معهم. كانت ولا بد من أن تترك بصمة فى حياتك ولن تنساها..
كان الربيع قد أعلن عن بدايته وعبدالحليم حافظ يستعد لحفله السنوى والذى اختار أن يغنى فيه أغنيته الجديدة قارئة الفنجان. قصيدة نزار قبانى. بعد أن توافقا على تغيير بعض الكلمات وبها يعود الموجى لحضن حليم الغنائى بلحن رائع وأنغام تذوب فيها القلوب وقد علمت أن البروڤات قد بدأت في. بيت حليم بقيادة أحمد فؤاد حسن فطرأت عليّ الفكرة وأخذتنى الجرأة وأنا أحد معدى برنامج النادى الدولى أشهر برنامج فى التلفزيون. فى ذلك الوقت فطرحت أولاً فكرة استضافته على سمير صبرى فما وجدت منه إلا تشجيعاً وترحيباً خاصة وأنهما فى الأصل أصدقاء.
ومساء ذاك اليوم أدرت قرص التليفون الأرضى من مكتبى بأخبار اليوم واتصلت بمنزله فكان المجيب على وطرحت فكرة استضافته والتشرف به فى النادى الدولى والحوار عن قارئة الفنجان وسبب اختياره لها والتوافق بينه وبين. نزار قبانى فى تغيير بعض كلمات القصيدة واستعداده لحفل الربيع وهنا غمرتنى الفرحة لموافقته وترحيبه وسروره. ومن ثم أسرعت إلى الطابق الثانى بدارنا الحبيبة اخباراليوم حيث قسم التصوير. وانا ارقص فرحاً لاسلم بون التصوير فإذا. بزميلى مكرم جاد الكريم يستلم البون ويوقع عليه مؤكداً انه هو الذى سيذهب بصحبتى للتصوير يوم التسجيل.
وذهبنا مكرم وأنا للاستوديو لأجد العندليب يضحك. ويبتسم وحسن الإمام وورده وسمير صبرى يتحاورون. قبل التسجيل مباشرة.
يا لها من أيام. وذكريات جميلة
ورحم الله حليم الذى أسعدنا. وسيظل يسعدنا بفنه.