للوهلة الأولى يتصور البعض أن العوامل المشتركة فى الطباع والسمات الشخصية والتصرفات وردود الأفعال بين المحبين هى تلك الأمور وحدها التى جمعتهما على «دبلة واحدة» ولكن فى حقيقة الأمر قد يكون المشهد عكس ذلك تماما، فقواعد العشق من الواحد حتى الأربعين تنص على أن الاختلاف يقوى أواصر الحب ويولد مواقف شيقة ولذيذة تبعث سعادة آنية ومستقبلية وتصبح فى كل لحظة جديره بالتأمل.
أن تصنع لذاتك الخاصة أذرعا سحرية تتخلل بها قلب من تحب دون أن يشعر هو ودون عناء كبير منك لأنه يريد ذلك هو أمر أشبه بعمليات السطو المسلح ليشاركنا « اللى فاضل من عمرنا» فى سعادة.
تلك الوعود التى يقطعها المحبون لبعضهم البعض على ألا يفترقا «ويفترقان» بعد ذلك لم يكن لها مكان مع «شهريار العزيز صاحب المقام «.. مقام الاحترام والود والبقاء المشروط بالسعادة.
رغم الصعوبات التى لا مفر من وجودها بين أى شخصين ليس الحبيبين فقط، سنبحث عنه بشتى الطرق، رغم الروتين سنبحث عنها، وهنا يحضرنى قول الشاعر نزار قبانى على أنغام العظيم محمد الموجى بحنجرة العندليب الذى تحل ذكرى مولده هذا الأسبوع» ستفتش عنها ياولدى فى كل مكان وستسأل عنها موج البحر وتسأل فيروز الشطآن».. نعم سنفتش وسنبحث عن السعادة فى كل الربوع والدروب « حاره حاره زنقه زنقه دار دار «.
سنبحث عن السعادة بيقين كامل أن نجدها سويا، فشهريار يعى جيدا أن المقام الذى نُصب على رأسه لن يقبل سوى به قائد للسعادة دون وعود مزيفة دون كلام مكرر وأكليشيهات مملة.. فقط لأنه أهل لذلك.