ساعة عصاري..

القهوة.. استوديو تحليلي بقيادة «عم مراد» كبير المنطقة

المقهى استوديو تحليلى بقيادة « عم مراد» كبير المنطقة
المقهى استوديو تحليلى بقيادة « عم مراد» كبير المنطقة

كتب : عمر يوسف

حكايات لا تنتهي وعبق الذكريات.. أوقات من الضحك تجمع الأحبة والأصدقاء.. البعض نهاره يغلفه الشقاء والتعب ولا يعرف سوى لغة العمل، بينما انتهى مشوار البعض الآخر العملى ووصل لسن التقاعد، تختلف أعمارهم بين أطفال وشباب وكبار سن يجتمعون جميعًا فى «قعدة قهوة» بعد أن يحط الليل أوزاره وتغيب الشمس، لا سيما فى أيام عرض المباريات الكبرى للأهلى والزمالك، تجدهم يتوافدون بالعشرات.. تنطق وجوههم بالسعادة التى تشق طريقها إلى الوجوه البريئة والوجوه التى تملائها التجاعيد..

في الصف الأول يجلس عم مراد كبير المنطقة، الجميع يكن له الاحترام، تجده يتأبط بين يديه ريموت التلفاز، ويجب طلب أذنه قبل تغيير القناة أو المباراة.. وفى آخر القهوة يجلس مسعد بائع الخضار مع اثنين من التجار يتبادلون الحديث حول بضاعة الغد، ولا تتوقف محاولاته البائسة فى تقليل السعر معهم لتحقيق أكبر مكسب، يعلو صوته بين الفينة والأخرى، حتى يقنع الجميع بقوة حجته.

وفى منتصف القهوة يجلس ٤ شباب جامعيين، يحللون المباراة قبل بدئها، ويستمرون فى إصدار توقعاتهم لتبديلات المدرب ومحرزى الأهداف، يعاملون بشكل خاص من جانب صاحب القهوة لأن طلباتهم تكون إما زجاجات «ساقع» أو عصير فريش، وبالتالى أفضل من باقى الزبائن الذين لا تتعدى طلباتهم كوب شاى.

وفجأة يهتز المكان بالكامل عندما يحرز أحد اللاعبين هدفا، أو تضيع فرصة مؤكدة كانت ستحسم المباراة، وفى الهزة الأرضية تكون خسائر صاحب القهوة فادحة، وذلك بتهشم بعض الأكواب أو الزجاجات الفارغة التى يضعها الجالسون تحت أقدامهم ويدهسونها بقوة عندما تشتد حرارة المبارة.

وبعد ثوان من اطلاق صافرة النهاية، تنطلق زوبعة عالية إثر مغادرة الجميع بشكل مفاجئ، ومرة واحدة يتحول صبى القهوة إلى بهلوان يجرى يمينًا ويسارًا لكى يجمع ثمن المشاريب.