عاجل

الوكالة الأوروبية للأدوية: فوائد لقاح استرازينيكا تفوق مخاطره

 بريطانيا تستخدم لقاح أكسفورد استرازينيكا فى برنامجها لتلقيح المواطنين إضافة إلى لقاح فايزر
بريطانيا تستخدم لقاح أكسفورد استرازينيكا فى برنامجها لتلقيح المواطنين إضافة إلى لقاح فايزر

سميحة شتا

بعد الجدل الذى طال لقاح أسترازينيكا بعد تعليق عدة دول استخدامه على خلفية مخاوف مرتبطة بتسببه بجلطات فى الدم؛ أكدت وكالة الأدوية الأوروبية على أنه لقاح آمن وفعال، وقالت إنه لا دليل على وجود رابط بين لقاح أسترازينيكا وجلطات الدم.

وقالت ايمير كوك، المديرة التنفيذى لوكالة الأدوية الأوروبية إن فوائد اللقاح تفوق المخاطر، ولكن «لا يمكننا استبعاد وجود صلة بالتأكيد بين حالات جلطة الدم واللقاح».

كان قرار ألمانيا تعليق استخدام اللقاح له تأثير الدومينو؛ فسرعان ما انضمت لها 15 دولة مثل إيطاليا وفرنسا وإسبانيا مما وجه ضربة كبيرة لحملة التلقيح الهشة بالفعل فى أوروبا على الرغم من عدم وجود دليل واضح على أن اللقاح تسبب فى أى ضرر. وقد تصاعد الضغط على الحكومات الأخرى لفعل نفس الشيء بهدف تشكيل جبهة أوروبية موحدة، ولكى تتفادى ألمانيا أى انتقادات داخلية لوقف حملة التلقيح.

لكن وكالة الأدوية الأوروبية عارضت هذا التوجه، واكدت عدم وجود دليل على تسبب لقاح أسترازينيكا فى مشكلات صحية خطيرة»، كما أن «فوائده المنقذة للحياة تفوق مخاطر آثاره الجانبية».

واستأنفت 12 دولة تقريباً التطعيم بلقاح «أسترازينيكا» الجمعة الماضى بينها إيطاليا وفرنسا وألمانيا ويمثل إنهاء تعليق الاستخدام اختباراً لثقة الجمهور، سواء فى التطعيم أو فى هيئات تنظيم الأدوية، فى وقت تنتشر فيه نسخ متحورة من فيروس كورونا وترتفع أعداد الوفيات على مستوى العالم، والتى بلغت حتى الآن قرابة 2.7 مليون وفاة من أصل أكثر من 121 مليونا و747630 إصابة.

وانضمت إندونيسيا إلى ألمانيا وفرنسا ودول أخرى استأنفت التطعيم باللقاح، بعد أن أوقفته إثر تقارير عن حوالى 30 حالة أصيبت بجلطات نادرة فى المخ، بعد إعطاء ملايين الجرعات، الأمر الذى دفع الخبراء والحكومات إلى محاولة البتّ فى مسألة وجود صلة للقاح بالأمر من عدمه.

وخلصت وكالة الأدوية الأوروبية إلى أن فوائد اللقاح فى حماية الناس من الموت بكورونا أو الحاجة لدخول المستشفى تفوق مخاطره المحتملة. ومع ذلك، قالت الهيئة المسئولة عن مراقبة الأدوية فى الاتحاد الأوروبي، إنه لا يمكن استبعاد الصلة بشكل قطعى بين حالات الجلطات الدموية واللقاح، وإنها ستواصل عملية التقصى والمراجعة جنباً إلى جنب مع الوكالة البريطانية لتنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية.

المشكلة ان تعليق عمليات اللقاح كان لها تأثير معاكس مما أدى إلى مزيد من التعثر فى أوروبا وربما يعرض حياة مئات وآلاف الآخرين للخطر فى وقت تواجه القارة موجة ثالثة من الوباء مدفوعة بظهور سلالات جديدة. ويقول المحللون إن التأخيرات ستجعل من الصعب للغاية على أى دولة أوروبية تحقيق هدفها المتمثل فى تطعيم 70% من السكان بحلول سبتمبر.

لم تتخذ الدول الأوروبية قرارًا مثيلا بشأن أى لقاح آخر، إنما تتركز مخاوفهم على أسترازينيكا -الشركة التى تربطهم بها علاقات متوترة منذ أن قلصت بشكل كبير شحنات اللقاح المتفق عليها خلال الربع الأول من عام 2021 ودفعت الاتحاد إلى تشديد القواعد بشأن تصدير تلك اللقاحات وغيرها من مصانع الإنتاج داخل الاتحاد- وهو ما أدى لتعميق الارتياب طويل الأمد فى اللقاح بين بعض مسئولى الصحة الأوروبيين.

وكان الاتحاد الأوروبى بطيئًا فى إجازة هذا اللقاح، وبمجرد أن سمح به قامت عدة دول بحصر استخدامه على الشباب بدعوى عدم كفاية بيانات التجارب السريرية بشأن تأثيره على كبار السن. فى حين أظهرت بريطانيا -التى أعطت اللقاح لجميع البالغين- أن الجرعة الأولى قللت بشكل كبير من خطر إصابة كبار السن بفيروس كورونا.

وقال العلماء إن التجارب السريرية على أسترازينيكا ولقاحات أخرى كانت كبيرة بما يكفى لدرجة أنها كانت ستدق ناقوس الخطر بشأن أى آثار جانبية شائعة، لكن الأعراض النادرة من الطبيعى أن تظهر بمجرد بدء التطعيم الجماعي. ومع ذلك، لم تظهر أى علاقة سببية حتى الآن بين اللقاح وجلطات الدم أو النزيف الحاد.

وكانت المخاوف ظهرت من اللقاح فى الأيام الأخيرة بعد وفاة شخص فى النمسا كان قد تلقى لقاح أسترازينيكا بعد إصابته بجلطات دموية.

وعلى الرغم من أنه حدث غير ملحوظ، إلا أنه دفع ذلك البلد فى أوائل مارس للتوقف عن استخدام هذا اللقاح، وسرعان ما حذت دول أخرى حذوها، مما دق ناقوس الخطر بشأن أى تقارير جديدة عن تجلط الدم على الرغم من ندرة حدوثها، لكن عددا قليلا من البلدان قد دعمت اللقاح، مثل المملكة المتحدة، حيث تم بالفعل إعطاء أكثر من 11 مليون جرعة، إذ أظهرت البيانات الواقعية أنّ اللقاحات تقلّل العدوى واللجوء إلى المستشفيات.