اتفاق أمريكى-تركى على إخراج المرتزقة من ليبيا خلال أسبوعين

«الوفاق» تسلم السلطة وسط دعوات بالتحفظ على السراج

فايز السراج رئيس الحكومة الليبية السابق قام بتسليم السلطة رسميا اليوم
فايز السراج رئيس الحكومة الليبية السابق قام بتسليم السلطة رسميا اليوم

بعد 6 سنوات على توليها الحكم، سلمت حكومة الوفاق الوطنى فى ليبيا برئاسة فايز السراج، أمس، السلطة إلى الحكومة الجديدة بقيادة عبد الحميد الدبيبة، وسط دعوات للتحقيق مع مسؤوليها فى شبهات الفساد التى تلاحقهم ومطالبات لمنعهم من السفر، وخصوصا السراج.

وتأتى هذه الدعوات عقب إصدار ديوان المحاسبة فى ليبيا، تقريره لعام 2019، والذى وثق فيه تورط أغلب أجهزة ومؤسسات حكومة الوفاق ومسؤوليها فى الفساد ونهب وإهدر المال العام، ويُعد السراج أبرز المتورطين، بالإضافة إلى وزير الداخلية فتحى باشاغا.

وأثار هذا التقرير وما حمله من تجاوزات خطيرة ارتكبها أعضاء وموظفو حكومة الوفاق فى حق أموال الدولة، صدمة الكثيرين فى ليبيا وتفاعلا لا يزال مستمرا بين من يرى أن الفساد متعدد الاختصاصات والأمكنة الذى كشف عنه التقرير يستلزم الملاحقة القانونية لمرتكبيه والعقاب، ومن يرى أن هذا الأمر يحتاج إلى جهة رسمية تتولى تحريك الدعاوى القضائية ضد المورطيّن.

وتقدمّ النائب بالبرلمان مصباح أحومة ببلاغ للنائب العام، طلب فيه منه التحفظ على السراج والمسؤولين التابعين له، وإصدار قرار بمنعهم من السفر، والتحقيق معهم فى شبهات فساد وإهدار للمال العام، داعياً إلى التحقيق فى الميزانيات والمبالغ المالية التى تم إنفاقها بشكل مخالف للقانون.

كما أشار إلى ضرورة التحقيق فى تلك الوقائع المخالفة للاتفاق السياسى والإعلان الدستورى وتعديلاته. ومن جانبه، طلب رئيس جهاز الأمن القومى الليبى محمد حتواش من البرلمان رفع الحصانة عن موظفى الدرجة الأولى والثانية بحكومة الوفاق المنتهية ولايتهم، إلا أن هذه الدعوات لم تلق استجابة حتى الآن من قبل أى جهة قضائية.

يذكر أن تقرير المحاسبة لعام 2019 والذى كشف عن حجم الفساد المستشرى فى البلاد، كان ألقى الضوء على أحد أبرز التحديات التى ستواجه السلطة التنفيذية الجديدة.

فى الوقت نفسه،قال سفير الاتحاد الأوروبى لدى ليبيا، خوسيه ساباديل إن "الحكومة الليبية الجديدة تواجه تحديات كبيرة"، مؤكدًا استعداد بروكسل للعمل معها من أجل مستقبل سلمى لليبيين، وفق ما نشرته بعثة الاتحاد الأوروبى عبر صفحتها على "فيسبوك".

وأكد ساباديل "أن الاتحاد الأوروبى على استعداد للعمل مع رئيس الوزراء الدبيبة وفريقه من أجل مستقبل سلمى ومزدهر لجميع الليبيين".

وفى تطور آخر، أعلنت الرئاسة التونسية عن قيام الرئيس قيس سعيد بزيارة رسمية لليبيا، اليوم، بهدف "مساندة المسار الديمقراطي" فيها.

وأوضحت الرئاسة فى بيان، أمس، أن الزيارة، وهى الأولى منذ 9 سنوات لرئيس تونسى إلى ليبيا، " تندرج فى إطار مساندة تونس للمسار الديمقراطى فى ليبيا وربط جسور التواصل وترسيخ التشاور والتنسيق" بين البلدين. ولم تحدد الرئاسة التونسية المسئولين الذين سيلتقيهم قيس سعيد فى ليبيا.

فى غضون ذلك، قالت مصادر مطلعة لموقع "سكاى نيوز عربية"، أن اتفاقا بين تركيا والولايات المتحدة يجرى ترتيبه يقضى بخروج المرتزقة السوريين من التراب الليبى كافة فى غضون أسبوعين من الآن.

وأكدت المصادر أن مباحثات كبرى جرت على مستوى السفراء التركى والأمريكى فى ليبيا بشأن ضرورة إخراج المرتزقة وأنه جرى الاتفاق على أن يتم ذلك خلال أسبوعين. وأوضح المصدر أن هناك مسئولين ليبيين اطلعوا على بنود الاتفاق وعلى علم به.

وأشار المصدر إلى أن طائرات من الخطوط الإفريقية وطائرات تركية ستنقل المرتزقة من مطار معيتيقة الدولى إلى تركيا ومن ثم إلى سوريا.

وأكد المصدر أنه فور ورود أنباء عن الاتفاق استنفرت معسكرات المرتزقة تمهيدا للإخلاء.