بدون تردد

أبو الغيط.. والجامعة

محمد بركات
محمد بركات

بعد أن حصل الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط على الثقة الكاملة والمستحقة من الدول الأعضاء فى الجامعة، للتجديد له أمينا عاما للمرة الثانية،..، لعلنا لا نجافى الحقيقة إذا ما أكدنا أن أمام الأمين العام أعباء ضخمة ومسئوليات جساماً، تستوجب الوفاء بها فى ظل الظروف والتطورات بالغة الدقة والحساسية التى تمر بها المنطقة العربية حاليا.

ومن الواضح أن هذه الأعباء وتلك المسئوليات تزداد وتتعاظم، فى إطار موجات القلق والاضطراب وعدم الاستقرار، التى تكتسح العالم كله الآن على المستويين الدولى والإقليمي، وما تعكسه من تأثيرات واضحة على منطقتنا العربية والشرق أوسطية.

ولا مبالغة فى القول بأن الظروف الدقيقة التى يمر بها عالمنا العربى الآن، تجعل الحاجة ماسة إلى ربان على قدر كبير من الحكمة والخبرة الواعية، حتى يستطيع الإبحار بسفينة العرب، وسط العواصف والأنواء التى تحيط بها من كل جانب.

ولولا معرفتنا المؤكدة بكفاءة وخبرة الأمين العام وثقتنا فى قدراته العملية والادارية، وما يتمتع به من حصافة سياسية وكياسة دبلوماسية، لكنا قد أشفقنا عليه من عظم المسئولية وجسامة المهمة، وسط هذه الأجواء المضطربة التى تغلف سماء المنطقة كلها، وحالة القلق وعدم الاستقرار السائدة فى أنحاء كبيرة  من عالمنا العربى والجوار الإقليمى.

ورغم إدراكنا بأن دور الجامعة العربية إقليميا ودوليا، هو محصلة إرادات دولها، والمتوسط الحسابى لثقل ووزن هذه الدول وتأثيرها بالإيجاب أو السلب على الساحة الدولية والاقليمية، إلا أننا نؤمن بأن لشخص الأمين العام مساحة ليست بالقليلة تتيح له إنجاز الكثير من الإيجابيات... وهو ما ننتظره من  أبو الغيط.