«من الفسـيخ شربات».. شنودة يحول مقالب القمامة إلى مسارح وحدائق عامة

ياسمين سامى
ياسمين سامى

مساحات مهدرة وأراض مهجورة تحولت إلى مقالب للقمامة، مواقع كثيرة غير مستغلة، بل أصبحت مركزًا للأوبئة والأمراض ومقرًا للحيوانات الضالة والحشرات.

وتتنوع تلك المساحات والأراض ما بين ملاعب كرة قدم هجرها الشباب فصارت غير مستغلة بشكل مفيد، وما بين أراض فارغة لم يبن عليها أى بناء يخدم الأهالى التى تعيش حوله فصارت القمامة تتوسع وتنتشر بدءًا منه، وهذا ما دفع أبناء القرية للبدء فى حملة استغلال لتلك المساحات وتحويلها إلى مظهر جمالى خلاب، واستغلالها فى تعليم الأطفال واقامة مسرح ثقافي.

سنوات طويلة حرص فيها شنودة عادل، البالغ من العمر 28 عامًا، على توعية الأطفال وقص الحكايات عليهم في قريته دير العذراء فى جبل الطير بمركز سمالوط بمحافظة المنيا، وكان أحيانًا يجمع الأطفال فى بيته، لقص الحواديت التى يحبونها، لكنه مع الوقت كون فريق «الصخرة» من 20 طفلا، قاموا بحملة تنظيف لمساحة صغيرة من القمامة، ومع الوقت ظل الفريق يزداد عدد أعضائه حتى وصل إلى 700 عضو، يساهمون فى تنظيف تلك المساحات غير المستغلة، والاستفادة منها.

يقول شنودة إنهم فى البداية قاموا بتنظيف مساحات صغيرة، ثم انتقلوا إلى مساحات أوسع، وتعاون معه فى فريق أولياء أمور الأطفال وبالفعل تحول مقلب قمامة إلى مسرح ومكان لإقامة الورش الثقافية لتعليم الأطفال الرسم واقامة مكتبة وأطلقوا عليها اسم «مكتبة الصخرة»، كما عملوا على تخصيص مساحة آمنة للشباب والأطفال، موضحًا أنهم نجحوا فى تحويل 3 أماكن كانت مقالب للقمامة وتحويل واحد منها لملعب والثانى لمسرح رومانى والثالث الجارى عمله عبارة عن حديقة ثقافية لأهالى القرية.
«العمل فى المكان لم ينتهِ» هذا ما أكده شنوده، وذلك على الرغم من أنهم بدأوا فيه منذ عام، حيث يجرى كل فترة تطويره، ومساحته تبلغ 650 مترا، بجوار مدرسة للابتدائى، فتم التعاون مع الوحدة محلية، لمساعدتهم بالأدوات ومواد البناء، واستغلال المكان لتحويله لحديقة عامة، وتنظيم ورش فنية للأطفال.

«إحنا بنقدم مسرحيات بتدعم حب الوطن وعدم التمييز على أساس الدين أو اللون أو الجنس أو العرق وبنعرف الأطفال بتاريخ بلادهم».. هكذا أوضح شنودة مضمون المسرحيات التى تقدم على المسارح التى تم إنشاؤها فى المساحات التى عملوا على تنظيفها، حيث كانت أماكن للقمامة ثم صارت مراكز استنارة وثقافة وفن.