رغم تحذيرات الأمن...يوسف السباعي واجه الموت وراسله

ننشر أقوال قاتلي فارس الرومانسية يوسف السباعي

 يوسف السباعي
يوسف السباعي

كان فارس الرومانيسة يوسف السباعي، يكره الموت ويخشى على أبنائه الشعور بالألم الذي شعر به، وهو في الرابعة عشر من عمره بعد وفاة أبيه، ولكنه كان مؤمنًا بأن الموت حق مثل الحياة وسيأتي لا محالة، وعندما وصلته أنباء عن احتمالية اغتياله في قبرص رفض الهروب، وأكمل رحلته الأخيرة فارسًا يحمل روحه بين يديه في سبيل تحقيق السلام، والحرية.

 

الأمن يحذر يوسف السباعي من احتمال اغتياله

سافر يوسف السباعي مع وفد من الحكومة المصرية، قادمًا من أمريكا متجهًا إلى العاصمة القبرصية للمشاركة في مؤتمر «التضامن الأفرو آسيوي السادس»، الذي عُقد لصالح القضية الفلسطينية، حيث إنه كان الأمين العام للمؤتمر، وقبل أن يقرر السفر أبلغته جهات أمنية بأن هذا المكان غير آمن ويمكن أن يُعرض للاغتيال.. ولكنه رد بدون تفكير قائلًا: «لا أريد أن يقولوا إن يوسف السباعى جَبُن، ولا يريد أن يحضر، لا.. سأذهب»، وبالفعل ذهب ولكنه لم يعد إلا شهيدًا.

 

تعلق يوسف السباعي بوالده الأديب الراحل محمد السباعي، وتأثر كثيرا بموته، وظل فراقه يمثل ألم دفين بين ضلوعه، رغم كل النجاحات التي حققها، لكنه افتقد أبيه، وكان دائما يشعر بالخوف على أبنائه من ذلك الشعور، وأثر ذلك على كتاباته فوجدنا رسائل متعددة يوجهها للموت في أعماله الأدبية من بينها مايلي:

 

اقرأ أيضا .. كبار الشعراء في أمسية شعرية بـ«المجلس الأعلى للثقافة»

 

رسائل يوسف السباعي للموت

«بينى وبين الموت خطوة، سأخطوها إليه أو سيخطوها إلىّ، فما أظن جسدى الواهن بقادرٍ على أن يخطو إليه، أيها الموت العزيز اقترب، فقد طالت إليك لهفتى، وطال إليك اشتياقى».

وكتب يوسف السباعي في «نائب عزرائيل»: (بينى وبين عزرائيل صداقة قديمة وحب غير مفقود، ولقد قضيت فى صحبته فترة طويلة وأنا أعمل معه.. «نائب عزرائيل».

 

أقوال قاتلوا يوسف السباعي

ولم يفكر قاتلوا السباعي فيما فعلوا، مبررين لأنفسهم اغتيال روح البشر بدم بارد، فكانت أقوالهم التي تم إعلانها عقب اغتيال يوسف السباعي، صادمة، فادعوا بأنه كان ضد القضية الفلسطينية، التي عاش عمره يدافع عنها، مرددين أنه كانت له مواقف معادية للقضية الفلسطينية، مستندين على زيارته والرئيس السادات لإسرائيل، وتناقضت الأنباء، إذ أُعلن في البداية أن القاتلين فلسطينيين، واتضح فيما بعد أن أحدهما فلسطيني والآخر عراقي منضمين لمنظمة التحرير الفلسطينية، وذلك وفق ما تداوله الإعلام في ذلك الوقت.

ولكن في النهاية تعدد الأسباب والموت واحد...ففي مثل هذا اليوم 18 فبراير 1978، خسر العالم العربي فارس الرومانسية الشجاع يوسف السباعي.

ميلاد يوسف السباعي ونشأته

يوسف السباعي من مواليد 17 يونيو 1917 بمنطقة الدرب الأحمر في القاهرة، والتحق بالكلية الحربية في نوفمبر 1935 وترقى إلى درجة الجاويش وهو في السنة الثالثة، وعقب تخرجه من الحربية تم تعيينه في سلاح الصواري وأصبح قائدًا لفرقة من فرق الفروسية، وكان له الفضل في إنشاء سلاح المدرعات، كما أنه جمع بين الأدب والعسكرية، وبدأ منذ منتصف الأربعينات في التركيز على الأدب، وليؤكد وجوده كقاص فقد نشر عدد من المجموعات القصصية وأعقبها بكتابة عدد من الروايات، وساهم في إنشاء نادي القصة ثم تولى مجلس إدارة ورئاسة تحرير عدد من المجلات والصحف منها روز اليوسف، وآخر ساعة، ودار الهلال، والأهرام وفي عام 1977 أصبح يوسف السباعي نقيبا للصحفيين، كما تولى وزارة الثقافة المصرية حتى يوم اغتياله في مثل هذا اليوم 18 فبراير 1978م في قبرص.