يحمل فوق رأسه تاجان.. حكاية أقدم الآلهة المصرية «مين»

 الآثار المصرية القديمة
الآثار المصرية القديمة

عرف الإله «مين» منذ عصر ما قبل الأسرات لذلك فهو يعد من أقدم الآلهة المصرية، وفي العصور التاريخية نراه على هيئة رجل منتصب يلبس رداء ضيقاً ويرفع أحد ذراعيه إلى أعلى لتحمل السوط بينما تختفي اليد الأخرى تحت ردائه ويحمل فوق رأسه تاجان ذو ريشتان، كما ذكرته هاجر على باحثة فى الآثار المصرية القديمة.

وأضافت «علي» ، كان الهيكل البدائى للإله "مين" عبارة عن كوخ مخروطي لا يبعد كثيراً عن شكل الأكواخ المربعة والتي مازال يوجد العديد منها عند القبائل الأفريقية وكل الأشكال الثلاثة للمباني تحتوي على غرف يحيا فيها صاحبها سواء الإنسان الحي أو الإله أو الميت وأجزاء من المبنى يحفظ فيها أثاثه وممتلكاته ويكلف الخدم بتقديم الراحة للأحياء ويقوم الكهنة بخدمة الآلهة فى حين أن طبقة خاصة من الكهنة الجنازيين كانوا خدمة القرين التى تعنى براحة الميت ومتطلباته.

ونوهت إلى أن الإله "مين" كان رمزه المقدس عمود أو نصب الذى كان يظهر على إحدى صاريات حضارة (نقادة) قرب نهاية عصور ما قبل التاريخ وكان طبيعة هذا العمود مازالت غامضة بل وأحيانا تختلف صورة بعضها عن البعض وكان ظهوره في عصر نقادة أخذ شكل نصب منحوت من حجر أو خشب قد يكون سهما أو حربة ذات رأسين.

كانت تقام للإله "مين" أعياد فى موسم الحصاد ولقد كانت أعياد الإله"مين" مرتبطة بتاريخ فى السنة الدينية التي لا تنطوي عامة على أية علاقة لها بالمواسم وذلك طبقا لطبيعة الإله صاحب العيد فهناك عيد "تجلى مين" إله الخصوبة والذى كان يحتفل به فى كل معابده مع بداية موسم المحصول وكان تمثال الإله"مين" يحمله الكهنة على أعمدة وكل منهم ملتف في جلباب بالشكل الذي لا تظهر فيه إلا رؤسهم وأقدامهم وتتبعهم مجموعة صغيرة من الكهنة حاملة معها لفائف الخس وهو النبات المقدس للإله"مين" .

كانت عبادة الإله "مين" في قفط وأخميم حيث تكريماً له تم عقد مهرجانات كبيرة للاحتفال بقدومه إليها مع موكب عام وتقديم للقرابين وتشمل التجمعات الأخرى الخاصة بعبادته الصحراء الشرقية مع صلات بالإله حورس، نمت أهميته فى عصر الدولة الوسطى عندما أصبح أكثر ارتباطا مع حورس فى صورة الإله مين - حورس، وفى عصر الدولة الحديثة كان ينصهر أيضا مع أمون فى صورة الإله مين - أمون - كاموتف "مين أمون ثور والدته" .

تم تصوير بعض آلهة الحرب فى جسد الإله"مين" وكان من أشهر الترانيم التى تليت فى الصلوات له: "مين، رب المواكب، وإله الأعمدة العالية، ابن إيزيس وأوزوريس" .