لوكاشنكو: أفشلنا حرب القوى الأجنبية على بيلاروسيا

ألكسندر لوكاشنكو
ألكسندر لوكاشنكو

أعلن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو أن بلاده أفشلت "حربا خاطفة" شنتها قوى أجنبية وذلك في خطاب حاد النبرة أمام مؤتمر ضم موالين له بعد أشهر من احتجاجات واسعة النطاق على حكمه المستمر منذ عقود.

وكان الرئيس الذي يحكم بقبضة حديد قد وعد بالكشف عن إصلاحات خلال المؤتمر المنعقد في العاصمة مينسك، لكن خطابه الافتتاحي أمام قاعة مليئة بمسؤولين يرتدون ملابس عسكرية ورسمية، ركز بدلا من ذلك على محاولات للإطاحة بحكومته.

اقرأ أيضًا: رئيس بيلاروسيا: نمر بلحظات تشبه انهيار الاتحاد السوفيتي

وأشار إلى تلك المحاولات بعبارة ألمانية وقال "الحرب الخاطفة لم تنجح، تمسكنا ببلدنا"، مستخدما لغة لها وقع خاص في بلد تكبد خسائر فادحة على أيدي القوات الألمانية في الحرب العالمية الثانية.

وقال "رغم التوترات في المجتمع والتي خلقتها بشكل مصطنع قوى خارجية، نجونا" مضيفا أن بيلاروس "ستتصدى مهما كلف الأمر". وتابع "علينا أن نقاوم مهما كان الثمن. والعام 2021 هذا، سيكون حاسما".

والمعارضة البيلاروسية التي يقبع قادتها إما في السجن أو في المنفى في دول أوروبية مجاورة، نددت بمؤتمر "الجمعية الشعبية لعموم بيلاروس" المنعقد ليومين، بوصفه مسرحية سياسية.

العام الماضي واجه لوكاشنكو أكبر التهديدات لحكمه منذ توليه السلطة في الدولة السوفياتية السابقة عام 1994.

ونزل عشرات آلاف الأشخاص إلى الشوارع في أنحاء البلاد للمطالبة باستقالة لوكاشنكو بعدما أعلن فوزه بولاية رئاسية سادسة في انتخابات أغسطس، والتي اعتبر مناوئوه أنها شهدت عمليات تزوير.

وشنت السلطات حملة قمع عنيف ضد المتظاهرين واعتقلت الالاف فيما أفاد العديد منهم عن تعرضهم للتعذيب ولانتهاكات خلال توقيفهم.

وكان لوكاشنكو قد وعد في نوفمبر بتعديل الدستور سعيا لتهدئة الاحتجاجات، وذلك بعد أسابيع على ظهوره في تجمع حاملا رشاش كلاشنيكوف وواصفا المتظاهرين بالجرذان.

وفي المؤتمر الذي جمع 2700 ممثل عن قطاعات غالبيتها مدعومة من الدولة، رفض دعوات المعارضة وأرجأ على ما يبدو إطارا زمنيا وعد به لإدخال التعديلات الدستورية.

وقال أمام الوفود "يجب أن ننظر عن كثب في قضايا التنمية الاجتماعية وفي احتمال تعديل القانون الأساس" من دون تحديد تاريخ الكشف عن التغييرات المقترحة.

دعوات لتظاهرات جديدة 

عشية المؤتمر دعت قناة نيكستا على منصة تلجرام والتي حشدت ونسقت المتظاهرين خلال أشهر الاحتجاجات، إلى تظاهرات جديدة.

وكتبت نيكستا "هذا تجمع لمناصري لوكاشنكو البائسين الذين تم جمعهم لغرض واحد - إشباع غرور شخص واحد". وشجعت أهالي مينسك على النزول إلى الشارع.

وتوعدت الشرطة البيلاروسية ب"كبت" أي أنشطة غير قانونية وحذرت من احتمال اغلاق طرق بسبب تساقط كثيف متوقع للثلوج.

نظم لوكاشنكو استفتاءين على الدستور في السابق، وفي المرتين أدخل تعديلات تعزز موقع الرئاسة.

في 1996 منح نفسه صلاحية أكبر لتعيين قضاة من بينهم رئيس المحكمة الدستورية.

والاستفتاء الثاني عام 2004 سمح له بتولي ثلاث ولايات رئاسية بدلا من اثنتين.

ويدعو لوكاشنو "الجمعية الشعبية لعموم بيلاروس" إلى الانعقاد بشكل خاص خلال حملاته الانتخابية لإضفاء ما يشبه الدعم الشعبي على ترشحه.
لكنه بدلا من ذلك اختار العام الماضي زيارة وحدات للشرطة والجيش قبل الانتخابات.

وفيما خرج عشرات آلاف الأشخاص إلى شوارع مينسك في نهاية كل أسبوع خلال الخريف الماضي، ووصلت ذروة أعدادهم إلى أكثر من 100 ألف متظاهر في بلد يبلغ عدد سكانه 10 ملايين نسمة، كان عناصر الأمن هؤلاء ضروريين كي يحكم لوكاشنكو قبضته على السلطة.

وفي قمع أودى بأربعة متظاهرين على الأقل، اعتقلت شرطة مكافحة الشغب آلاف المتظاهرين، أفاد العديد منهم عن تعرضهم للتعذيب ولانتهاكات خلال التوقيف.

وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على لوكاشنكو وحلفائه، والتقى دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي في مينسك الأحد مع أقارب بيلاروسيين قضوا في التظاهرات.