بعد زيارة السيسي للمنطقة.. أهالي عزبة الهجانة «فرحانين» بالتطوير| صور

تصوير : محمد عبد المنعم
تصوير : محمد عبد المنعم

◄ مساكن المحروسة بالسلام تستقبل السكان..و«راضى» مش قلقان على مستقبل أولاده
◄ مدير صندوق العشوائيات: الزيارة طمأنة لمليون نسمة بتوفير إسكان بديل
◄ رابعة: تعويضات الحكومة أطاحت بتخوفات المواطنين
◄ فايزة: الرئيس وعد فأوفى.. وحقق حلمى بتوفير مسكن آدمى


في واقعة هي الأولى من نوعها اصطحب الرئيس عبدالفتاح السيسى، عدد من الوزراء ورئيس الوزراء في جولة تفقدية داخل منطقة عزبة الهجانة بشرق القاهرة واستطلع خلالها نهج الدولة وجهودها في تطوير جميع المناطق العشوائية، وغير الآمنة، وغير المخططة المنتشرة على مستوى الجمهورية للوقوف على حجم الجهود المطلوبة لتغيير واقع تلك المناطق على نحو يرتقي بالأحوال المعيشية اليومية للمواطنين بها وتوفير سُبل الحياة الكريمة للأسر القاطنين داخلها.

 

فضلاً عن ربطها بشبكة الطرق الجديدة بالمناطق المحيطة بها وتوفير مختلف الخدمات الأساسية. أكد الرئيس أن الهدف من التواجد وزيارات المناطق، أن نعيش مع الناس حجم المشكلة، ولا نتحدث عنها فقط. مؤكداً: «نتحدث حول كيفية وقف العشوائيات أولا ثم العلاج، وعلينا توفير طلب الناس.. بمعنى لو فرضنا أن قيمة الإيجار بتلك المنطقة من 800 إلى 1000 جنيه، فنحن محتاجين نوفر وحدات، يكون هذا المبلغ يساوي قيمة القسط الخاص بها واستكمالاً لخطة الدولة في توفير حياة كريمة للمواطنين والقضاء على العشوائيات الناتجة عن الزيادة السكانية الكبيرة التي تشهدها مصر، وفي إطار جهود الدولة لتطوير شبكة الطرق والمرافق وتخفيف الضغوطات المرورية، يتم استكمال أعمال الإزالات الجاري تنفيذها في منطقة عزبة الهجانة، وذلك في إطار إنشاء محور «الوفاء والأمل» لربط منطقة مدينة نصر والطريق الدائري بطريق السويس من محور مصطفى النحاس حيث يبدأ من المنطقة الحرة الاستثمارية مروراً بخطوط الضغط العالي وسوق السيارات داخل عزبة الهجانة ليتم ربطه بمحور الشهيد إلى أن يصل لطريق السويس.ويصل طول المحور 8 كم، ويمتد داخل عزبة الهجانة بطول 2 كم، كما يمر على سوق السيارات وبعرض 37 متر.    «الأخبار المسائي» عايشت أعمال الإزالة ورصد أحلام ومخاوف المواطنين في عزبة الهجانة.


أهلاً بالتطوير
بعدما غزى الشيب رأسه وأصبح لن يستطع تحمل أعباء الأرض الزراعية، قرر «عم محمد» بيع أرضه في صعيد مصر، والترحال إلى القاهرة، بالأخص منطقة الكيلو 4 ونص بعزبة الهجانة، أخذ أولاده الـ9 وزوجته واستأجر شقة تأويه.  

 حاول «عم محمد» استثمار الأموال التي تحصل عليها من خلال بيعه لأرضه الزراعية، حتى أستقر على بناء عمارتين بجوار محل سكنه بعزبة الهجانة، فالجميع يشيد في هذه المنطقة دون تراخيص أو صعوبات.

يقول «عم محمد» صاحب 60 عاماً: الأرض الزراعية مكنتش جايبه همها، وأنا عندي 9 أبناء هصرف عليهم إزاي ومنين. لم يجد «عم محمد» حلاً لتوفير مصاريف أبنائه واحتياجات المنزل سوى العمل في سوق العقارات، وبناء عمارتين، يقوم بتأجيرهما والعيش على أموالهما.

لكن اليوم وبعد دق باب التطوير والقضاء على العشوائيات أبواب عزبة الهجانة، يحاول «عم محمد» البحث عن مصدر رزق أخر، بعدما منحته الدولة تعويضاً بشقة أخرى في مساكن المحروسة في نطاق حي السلام.

 

الخوف على الشغل يراود راضي
بعد البحث عن عش الزوجية، قرر راضي «32 عاماً» الزواج في أحد المنازل بمنطقة عزبة الهجانة، لم يعبأ كثيراً بشكل المنطقة من القمامة المحيطة بهم في كل أتجاه، أو أبراج الضغط العالي التي تحاوط عمارته، فشقه تأويه هو وزوجته وأسعارها في متناول اليد، كان الهدف الأول.

رُزِق راضي بـ 3 أولاد، وبحث عن عمل بجانب شقته، بسبب شهادته التعليمية فلم يجد سوى العمل كـنجار مسلح، في العمارات التي تشيد بمنطقة، ظل ذلك قرابة 5 أعوام.


لم يقلق راضي من أعمال الإزالات التي تشهدها منطقة -عزبة الهجانة-، فالوعود التي تلقاها من المحافظ ورئيس الحي بالنقل إلى مكان ادامي والمساكن الجديدة التي شيدتها الدولة أمان له ولأسرته، ولكنه يتخوف من العمل، فبعدما كان يعمل كنجار مسلح معروف بمنطقته، ماذا سيعمل في المنطقة الجديدة وما هو مستقبل الوظيفة.


 

المستقبل المجهول
تنتظر صابرين خيري، مصير عمارتها بعدما سمعت عن إزالة منطقة عزبة الهجانة لإقامة كوبري الوفاء والأمل، لم تعرف حتى الأن ماذا ستفعل هي وأسرتها المكونة من 4 أبناء وزوجها الذي يعمل باليومية    منذ عام انتقلت صابرين وعائلتها إلى منطقة عزبة الهجانه، بعدما استطاعت أن تأخذ شقة مساحتها أكبر تتسع أبنائها، لم تعرف حينها كثيراً عن المنطقة، فكانت غايتها الأولى البحث عن مصدر رزق.  

 حتى الآن تفكر صابرين وزوجها في المستقبل المجهول الذي ينتظرهما، ما بين السعادة في الانتقال إلى مكان أكثر آدمية تم تجهيزه من الدولة كما تسمع في التليفزيون والجيران المحيطين بها، وبين الخوف من ترك مصدر رزقها بالمنطقة.

 

30 عاماً حلم امتلاك شقة
بعد رحلة شاقة استطاعت رابعة زيدان أحمد 50 عاماً أن تحصل على شقة تمليك بمنطقة عزبة الهجانة، لتصبح مأوى لها ولأبنائها بعدما توفى زوجها، فمنذ 30 عاماً سكنت السيدة الخمسينية بمنطقة عزبة الهجانة حينها كانت منطقة جديدة لم تعج بالمواطنين، ولكن ظل يراودها حلم امتلاك الشقة التي بها كل ذكرياتها.

 

رابعة زيدان مثل كثير من السيدات المعيلات في مصر، تسعى رغم سنها الكبير لتوفير مصاريف واحتياجات أسرتها البسيطة، استطاعت أن تدخر وتحرم نفسها من بعض ملذات الحياة من أجل حلم امتلاك شقة لتصبح إرث لأبنائها فيما بعد. أكثر ما يشغل رابعة الآن هو حال منزلها من أعمال الإزالة والهدم، وعدم امتلاك أو توريث الشقة التي سوف تعوض بها الحكومة.

 


إزالة العشوائيات حلم فايزة

فايزة السيد عبد ربه، انتقلت من الريف بحثاً عن فرصة عمل لها أو لابنها الأكبر، لتأخذ شقة صغيرة بمنطقة عزبة الهجانة، غرفتين وصالة ومطبخ وحمام، مساحة لم تتخط الـ 60 متراً، استطاعت أن تأوي فايزة ذات الـ 45 عاماً. 

 

4 سنوات حاولت السيدة فايزة أن تتأقلم على الوضع الجديد في القاهرة، توفر من مصروف المنزل مصاريف الإيجار والكهرباء والمياه، حاولت كثيراً البحث عن مكان أكثر آدمياً والخروج من العشوائيات، لتأتي لها الفرصة الآن بعد قرارات الرئيس عبدالفتاح السيسي في توفير حياة كريمة للأسر الفقيرة والقضاء على العشوائيات.
 

تقول فايزة لـ «بوابة أخبار اليوم»: ياريت ننقل لمساكن المحروسة، فيها كل الخدمات ومكان حلو، هو في حد يكره الراحة، إحنا بنشوف الشقق في التليفزيون جميلة. ومن جانبه يقول المهندس خالد صديق مدير صندوق تطوير العشوائيات إن زيارة الرئيس السيسى إلى منطقة عزبة الهجانة هي رسالة للمواطنين، تؤكد على مدى اهتمام القيادة السياسة وإصرارها على تطوير المناطق العشوائية، مضيفاً أن ما يقرب من مليون نسمة يعيشون في منطقة عزبة الهجانة بشرق القاهرة. علماً بأن الدولة تعمل على توفير الإسكان البديل لسكان المناطق العشوائية، وأن المشروعات الصغيرة والمتوسطة جزء لا يتجزأ من ضمن خطة الدولة لتطوير العشوائيات، مؤكداً على أنه سيتم بناء طرق داخل منطقة عزبة الهجانة بشرق القاهرة وسيحدث تطوير شامل للمنطقة، مضيفاً أن الثقة بين الحكومة والمواطن تواجدت بالفعل.

 

كما يقول دكتور خليل شعث مدير وحدة تطوير العشوائيات بمحافظة القاهرة، أن أكثر من قرابة الف أسرة سيتم نقلهم الي مساكن المحروسة 1،2 حيث تم نقل أكثر من 90% منهم خلال الفترة الماضية، موضحاً أن المنطقة تشهد تطويراَ كبيراَ خلال الفترة القادمة، من حيث رفع كفاءة خدمات شبكات الصرف الصحي وشبكات المياه وصنابير الحرائق، بجانب بناء مدرستين بمنطقة الـ4 ونص التابعة لعزبة الهجانة، خلال العام الماضي.

 

وصرح خليل، أن المحافظة ستعمل على بناء مدارس أخرى ومكتبة ومركز ثقافي وحدائق للتنزه، خلال الفترة المقبلة، مضيفاً أن المنطقة ستتغير خريطتها بالكامل ما يخدم الصالح العام للمواطنين أولا، ومدخل لتطوير عواصم المحافظات من خلال عزبة الهجانة من خلال بناء محاور وكوبري الوفاء والأمل لتسهيل دخول وخروج السيارات.