بدون تردد

عمارتا فيصل والإسكندرية (٢/٢)

محمد بركات
محمد بركات

ذكرنا بالأمس وجود صلة واضحة ورابطة قوية، بين كارثة عمارة فيصل المشتعلة بالهرم والعمارة المائلة فى الإسكندرية، وهى الفساد والإهمال وغياب الضمير السائد والمنتشر فى الأحياء بالقاهرة والإسكندرية وبقية المحافظات.

وقلت إنه لولا الفساد والإهمال وغيبة الرقابة والمتابعة، ولولا غياب أو موات الضمير لدى بعض المسئولين عن تصاريح ورخص البناء، ما كان يمكن استمرار هذه المخالفات الصارخة، التى تتحدى الجميع وتهدد الكل بالسقوط فوق رؤوس سكانها والمجاورين لها.

وأكدنا أننا فى خطر داهم، إذا لم ننتبه إلى أن الفساد والإهمال هما الخطر والعدو الأول لنا، وأن علينا مواجهتهما والقضاء عليهما، إذا أردنا التقدم إلى الأمام وتحقيق طموحاتنا فى الدولة القوية الحديثة القائمة على سيادة القانون والعدالة.

واليوم نضيف إلى ذلك أن علينا الادراك بوعى كامل أن آفة الفساد إذا ما اقترنت بالإهمال والتسيب، فإنهم يؤدون بالضرورة للقضاء على أى مجتمع من المجتمعات، نظراً لكونهم لا يطفون على السطح، ولا ينتشرون إلا فى غيبة سيادة القانون وخراب الزمم وغفوة الضمائر. فى ظل غياب الرقابة اليقظة والفاعلة،...، وهذا هو الخطر الحقيقى نظراً لكونه الطريق السريع لانهيار الأمم وتخلفها.

وإذا كنا قد نجحنا فى استنفار جهود الدولة خلال الشهور الماضية، بحيث استطاعت استرداد بعض حقوقها المسلوبة وممتلكاتها الضائعة، ممن استولوا عليها بالباطل والبلطجة فى ظل حالة الفوضى والضعف العام، التى كانت سائدة خلال السنوات الماضية،...، فإن ذلك يعطينا الأمل بالقدرة على القضاء على الفساد، إذا ما صدقت النوايا وصح العزم.

وفى اعتقادى أن تلك خطوة لازمة وضرورية، للبناء على أساس سليم والتقدم للأمام بخطى متسارعة، وتحقيق ما نطمح إليه من بناء الدولة القوية الحديثة فى ظل سيادة القانون والعدالة.