بدون تردد

عمارتا فيصل والإسكندرية !

محمد بركات
محمد بركات

بالتأكيد هناك صلة قرابة واضحة، ورابطة قوية ولا يمكن تجاهلها أو إغفالها، بين العمارة المشتعلة فى شارع فيصل بالهرم، وبين العمارة المائلة فى أحد أحياء الإسكندرية. كلتاهما تعبير فاضح عن الفساد ومثال صارخ عن الإهمال، وعنوان بالغ السوء والدلالة عن التسيب وغياب الضمير أو مواته بالكامل.

 

الأولى الملاصقة للطريق الدائرى بالقاهرة، أصبحت على شفا الانهيار، مهددة المكان الذى هى فيه والعقارات المجاورة لها، والثانية بالإسكندرية أضحت على وشك السقوط بين لحظة وأخرى، آخذة معها المبانى والعمارات الملاصقة لها.

 

وفى الحالتين وغيرهما كثير فى القاهرة والإسكندرية وبقية المحافظات السبب الواضح وراء الواقع الكارثى، هو ما نراه من انتشار فج للمبانى والعقارات المخالفة والآيلة للسقوط، فى ظل الفساد المستشرى فى المحليات والمنتشر فى الأحياء، والكامن داخل النفوس الضعيفة والضمائر الخربة، لبعض المسئولين عن تصاريح ورخص البناء والمشرفين عليها.

 

ولولا الفساد ما كان من الممكن أن تكون هناك مخالفات فى البناء على الإطلاق،..، ولولا الإهمال والتسيب وغيبة الرقابة والمتابعة، وغياب مبدأ الثواب والعقاب، ما كان يمكن أن تستمر هذه المخالفات، تتحدى الجميع وتخرج لسانها للكل وتهددنا فى كل لحظة بالسقوط فوق رؤوس سكانها والمجاورين لها.

 

وفى هذا علينا أن نعترف لأنفسنا كشعب ودولة، بأننا فى خطر داهم ومستمر ومتعاظم، إذا لم ننتبه إلى أن الفساد هو العدو الأول لنا وبصحبته الإهمال والتسيب أيضا، وهم ما يجب أن نحاربه بكل الوسائل وبكل الإصرار والصدق، إذا ما أردنا حقا وصدقا التقدم إلى الغد الأفضل، وتحقيق طموحاتنا فى الدولة القوية الحديثة القائمة على سيادة القانون والعدالة.

"وللحديث بقية"