بدء إنتاج السيارة الكهربائية E70 باستثمارات 2 مليار جنيه.. وحوافز بالجملة للمستهلكين

صناعة السيارات.. «فتحت على الرابع» | الحلم المصري.. على أعتاب «النصر»

العمل يتواصل بشكل كبير فى مصانع تجميع السيارات لزيادة معدلات الإنتاج
العمل يتواصل بشكل كبير فى مصانع تجميع السيارات لزيادة معدلات الإنتاج

كانت شركة النصر للسيارات مشروعاً مصرياً طموحاً لإنتاج سيارة مصرية بأياد وطنية، وصنعت الشركة فى بداية نشأتها علامة تجارية مميزة، لكنها تراجعت فى سباق السيارات وزحام الاستيراد، وتوقفت عجلاتها منذ أكثر من 11 عامًا، وأعلنت الحكومة وقتها وتحديدا عام 2009 قرار تصفية الشركة، وبالفعل توقف العمل فى قطاع إنتاج سيارات الركوب.

وتعتبر "النصر للسيارات" شركة مصرية لصناعة سيارات الركوب وشاحنات النقل الثقيل وهى تابعة للشركة القابضة للصناعات المعدنية، وتعد أول شركة سيارات فى مصر والشرق الأوسط، وتم تأسيسها بمنطقة وادى حوف بحلوان عام 1959 ضمن مشروع القيادة المصرية بهدف إنشاء مشروع قومى يحقق نهضة صناعية كبرى، واستطاعت الشركة خلال المرحلة الأولى من عملها تحقيق مكانة فى منطقة الشرق الأوسط حيث كانت من الشركات القلائل فى المنطقة التى تنتج السيارات اللورى والجرارات الزراعية والحافلات، تحت إشراف شركة ألمانية.

4 مصانع

تم تأسيس الشركة على مساحة 480 ألف متر مربع، وكانت الحكومة تهدف لتجميع السيارات فى البداية ثم الانتقال إلى مرحلة الصناعة المصرية الخالصة ولكن الخطة لم تكتمل، وظلت الشركة تعمل من خلال عملية التجميع، وتنقسم الشركة إلى 4 مصانع تشمل، مصنع سيارات الركوب الخاص بخطوط تركيب وتجميع السيارات، مصنع الأجزاء والتروس والمعاملات الحرارية الخاص بتصنيع الأجزاء الميكانيكية لمختلف أنواع السيارات التى يتم إنتاجها، مصنع هندسة العدد الخاص بتصميم وإنتاج الاسطمبات ومحددات القياس، ومصنع المكبوسات الذى يقوم بعمليات التشكيل واللحام والتشغيل لأجزاء.

أشهر الموديلات

وتعتبر سيارات فيات من أبرز منتجات الشركة، التى استطاعت من خلالها بناء ثقة بينها وبين العملاء، حيث كانت السيارة الأكثر مبيعًا فى مصر وقت إنتاجها، وأنتجت الشركة عددا من موديلاتها مثل "نصر 128، نصر 127، تمبرا، فلوريدا"، كما اشتهرت الشركة بسيارة نصر شاهين (SL1600) قدرة 96 حصان، نصر شاهين (S1400) قدرة 78 حصان، بالتعاون مع شركة توفاش التركية، نصر فلوريدا (1400) قدرة 71 حصان، نصر فلوريدا بالتكييف (1400) قدرة 71 حصان بالتعاون مع شركة زاستافا اليوغسلافية، كما أنتجت الشركة، الأتوبيسات، العربات اللورى، والجرارات الزراعية (رومانى 65، نصر 65، نصر 60)، واستمرت فى تصنيع جميع منتجاتها حتى عام 2000، وقتها تم تقسيم الشركة إلى شركتين، وفصل نشاط تصنيع الأتوبيس واللورى والجرار الزراعى تحت مسمى الشركة الهندسية لصناعة السيارات، فيما استمرت شركة النصر فى تصنيع سيارات الركوب حتى عام 2009.. وعاد الأمل مرة أخرى بعد توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسى بدعم الصناعة الوطنية، وفى مفاجأة غير متوقعة بعد مرور 7 سنوات على قرار التصفية، قررت الجمعية العامة غير العادية لشركة "النصر لصناعة السيارات" برئاسة المهندس سيد عبد الوهاب، رئيس الشركة القابضة للصناعات المعدنية الأسبق، فى سبتمبر 2016، وقف تصفية الشركة وهو القرار الذى استقبله عمال الشركة والخبراء والمهتمون بصناعة السيارات الوطنية بفرحة كبيرة وكثير من الأمل فى استعادة حلم إنتاج سيارة مصرية، وعادت الشركة للعمل مرة أخرى من خلال عدة محاولات البحث عن شريك أجنبى خلال الأعوام السابقة، ولكنها لم تنجح حتى توصلت للشراكة مع الشركة الصينية "دونج فينج" لتعود للدوران مرة أخرى.. وفى شهر يونيو من العام الماضى وقع مدحت نافع، رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للصناعات المعدنية السابق، مذكرة تفاهم مع عملاق صناعة السيارات الماليزية "شركة بيروساهان أتوموبيل" الشركة المالكة للعلامة الرائدة "بروتون" بغرض إعداد دراسة جدوى متعمقة لإعادة تطوير صناعة سيارات الركوب خلال 3 سنوات القادمة من خلال شركتى النصر لصناعة السيارات "ناسكو" والهندسية لصناعة السيارات "إيامكو"، لتجميع وتوزيع حوالى 20 ألف سيارة سنويا تعمل بنظام الحرق الداخلى ICE، بالإضافة إلى تحديد فرص توريد قطع الغيار وأجزاء السيارات بهدف تعزيز نسبة المكون المحلى فى التصنيع.

وبعد مرور أكثر من 60 عاما على إنشاء الشركة تم الاتفاق لتصنيع أول سيارة كهربائية فى مصر بنسبة مكون محلى 50%، ليتم طرحها للمواطنين بداية العام القادم، بعد أن وقعت وزارة قطاع الأعمال الشهر الماضى اتفاقيتين مع شركة "دونج فنج" الصينية لإعادة تأهيل مصنع شركة "النصر" وإنتاج نحو 25 ألف سيارة كهربائية سنويا، ليس هذا فحسب بل سيتم فتح عشرات المصانع المغذية الجديدة والمكملة لهذه الصناعة الاستراتيجية الكبرى التى تضمن قوة دفع جديدة للاقتصاد المصرى.

مميزات السيارة

وتمتلك السيارة الكهربائية مميزات عالية تجعلها منافسا قويا داخل السوق المحلية، وتصل الفئة الأساسية للسيارة إلى سرعة قصوى 150 كم/س بقدرة 145 حصان ومدى قيادة يتخطى 400 كم فى الشحنة الواحدة، وتحتوى على أنظمة أمان متطورة مثل ABS، EBD، ESC، BA، TCS، HSA، بالإضافة إلى مواصفات رفاهية متعددة، مثل فتحة سقف وكراسى كهربائية وشاشة تحكم ومكيف هواء بتكنولوجيا بلازما، وأنظمة أمان إضافية مثل الرؤية المحيطية 360 درجة، مؤشر ضغط الإطارات BSD - Reversing Radar.

وأكد هشام توفيق وزير قطاع الأعمال العام، أن هناك خطة تستهدف توطين صناعة السيارات الكهربائية المُستخدمة للطاقة النظيفة فى مصر، فى ضوء توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى، بتكلفة استثمارية 2 مليار جنيه، من خلال إعادة إحياء شركة النصر للسيارات، بهدف الحفاظ على البيئة عن طريق تقليل الاعتماد على الوقود الأحفورى والانبعاثات الحرارية التى لها تأثير سلبى على الناس والاقتصاد، كما أنه يمثل مواكبة الاتجاه العالمى المتزايد للنقل الكهربائى، ونأمل أن نكون بوابة تصدير إلى أفريقيا والدول المجاورة.

وأوضح الوزير أن هناك اهتماما كبيرا وحوافز ضخمة تقدمها الدولة للمواطنين لتشجيعهم على شراء السيارة الكهربائية الجديدة، وسيتم تقديم نفس المميزات التى تم الإعلان عنها سابقا فيما يخص تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعى، ويتراوح سعر السيارة ما بين 360:350 ألف جنيه، وتقدم الدولة دعما لكل مواطن عند الشراء يصل إلى 50 ألف جنيه، ليصبح سعر السيارة ما بين 300 ألف جنيه وحتى 310 آلاف جنيه. على أن يتم الإنتاج قبل نهاية العام وبداية العام الجديد..وأشار الوزير، إلى أن توقيع الاتفاقية مع شركة "دونج فنج" الصينية لإطلاق مشروع توطين صناعة السيارات الكهربائية فى مصر يأتى بعد عام من المفاوضات المستمرة وتبادل المعلومات الفنية بين فريقى العمل المصرى والصينى نتج عنها الاتفاق على نسب التصنيع المحلى بمقتضاها تبدأ فرق العمل مباشرة فى مراحل إنشاء وتشغيل المصنع وإبرام عقود توريد الأجزاء مع شركات القطاع الخاص ذى الخبرة فى صناعة السيارات.

وأضاف الوزير، أنه تم التوقيع على عقدين الأول عقد الاتفاق على تصنيع السيارة E70 فى مصر والآخر عقد الاتفاق على تصميم وتوريد وتركيب خطوط التصنيع والتجميع والاختبارات اللازمة للسيارة، وحالياً يجرى العمل داخل الشركة على قدم وساق من أجل إعادة ترميم وتهيئة المصانع لاستقبال المعدات الجديدة وتركيبها طبقاً لتصاميم دونج فينج الصينية.

وأشار الوزير، إلى أن التوقيع شمل اتفاقية إطارية لإنتاج السيارة الكهربائية بشركة النصر للسيارات بالتعاون مع شركة "DFMIEC" وهى شركة تابعة لمجموعة دونج فينج الصينية الرائدة (التى تعد واحدة من أكبر 4 شركات لصناعة السيارات فى الصين)، التى تنتج 3،5 مليون سيارة سنويًا مع شركائها الرئيسيين فى صناعة السيارات فى العالم، بالإضافة إلى توقيع اتفاقية تجديد مصنع شركة النصر للسيارات بأحدث التقنيات وأساليب الإنتاج بالتعاون مع شركة دونج فنج للتصميم.

ألف محطة شحن

وفى نفس السياق أوضح هانى الخولى، العضو المنتدب لشركة النصر للسيارات، أن نسبة المكون المحلى داخل السيارة 50% فى أول عام، والعام الثانى تصل نسبة المكون المحلى إلى 58%، ومن المقرر إنتاج أول سيارة كهربائية قبل نهاية العام الحالى، وبداية العام القادم سوف تكون بالشوارع، وتم تشكيل لجنة وزارية تضم عددا من الوزارات لتنفيذ خطة إنشاء 1000 محطة شحن للسيارات خلال العام الواحد، وسعر الشحن رخيص جدا وتم الاتفاق عليه، كما تم التعاقد مع الشركة الصينية لإحلال المصنع الحالى لنتمكن من الإنتاج خلال سنة واحدة وطرح المنتجات فى السوق.. وأضاف الخولى، أن جميع الجهات والوزارات المعنية فى الدولة تتعاون لإنجاح هذا المشروع الاستراتيجى، من أجل الاستعداد لنشر الشواحن السريعة فى الشوارع ومواقف السيارات والمولات والجراجات العامة فى جميع أنحاء الدولة، وكذلك من خلال إعداد شبكات الكهرباء لاستيعاب الزيادة المتوقعة فى الاستهلاك، وتم تحديد سعر بسيط لشحن الكهرباء وهو 169 قرشا سعر الكيلو وات – ساعة.

وأشار الخولى أن الهدف من تصنيع السيارة الكهربائية فى مصر، توطين صناعة الطاقة النظيفة، للحفاظ على البيئة من التلوث، وتعتبر السيارة E70 قوية جدا وعملية فى عدد كبير من دول العالم على رأسهم الصين بكل تأكيد لأنها من تقوم بتصنيعها لامتلاكها المعدات والتكنولوجيا، على أن يتم وضع أجزاء محلية كبيرة، وعمليات تصنيعها تعتبر بسيطة وغير معقده، ولكننا نفتقد التكنولوجيا لذلك قمنا باستيرادها من الصين.. وأضاف الخولى أن المستهدف تأهيل المصنع، وإحلال جزء من المعدات التى أصابها القدم وهى متواجدة منذ عام 1967، وسيتم تخريدها وإحلالها بمعدات جديدة، أما الجزء الذى تمت إضافته للمصنع فى الألفية ستتم صيانته فقط وتشغيله داخل المصنع الجديد، وبالنسبة لصيانة السيارات ستكون منخفضة للغاية مقارنة بسيارات البنزين.