وجع قلب

سبتمبر وأزمة الديمقراطية

هبة عمر
هبة عمر

بقلم/ هبة عمر

كانت المناقشات التى حفلت بها زيارتنا كنساء عربيات للولايات المتحدة الأمريكية،بعد عام من أحداث ١١سبتمبر ٢٠٠١، من خلال برنامج الزائر الدولى،فرصة لفهم طبيعة الديمقراطية الأمريكية وكيفية ممارستها، والتعرف على طبيعة المجتمع الأمريكى، واكتشاف حقيقة أن غالبية الأمريكيين لايعرفون شيئا عن السياسة الخارجية لبلادهم، ولا دورها غير المتوازن فى الشرق الأوسط،والذى ينحاز لإسرائيل على حساب العالم العربى،ولكن الصدمة التى أحدثتها مشاهد إنهيار برجى التجارة والهجوم على وزارة الدفاع،وضخامة الخسائر فى الأرواح، كانت نقطة تحول فى ثقة الناس بقوة أمريكا التى لاتقهر،وبداية لفتح حوار فى الجامعات ومراكز الأبحاث والدراسات حول الإسلام والعالم العربى بحثا عن الأسباب التى أدت لما حدث، كما كانت سببا فى وضع إدارة بوش لإستراتيجية جديدة للتعامل مع الأزمة، تقوم على القوه وليس القانون لفرض رؤاها وقيمها وإرادتها على العالم، وانتهاك حقوق المسلمين الأمريكين أنفسهم بحملة اعتقالات واسعة دون مبررات أو أدلة تثبت علاقتهم بالإرهاب،لتصبح العلاقة متأزمة بين الأمن القومى الذى يريده الرئيس وبين الديمقراطية التى عرفتها أمريكا قبل الأحداث.

فى مقابلة عقدتها إليزابيث تشينى نائب سكرتير شئون الشرق الأدنى بوزارة الخارجية، مع الوفد المصرى الذى يضم نائبتين بالبرلمان وإثنتين من أعضاء المجالس المحلية،وأنا كصحفية برلمانية حينها، دار الحديث حول تمكين النساء فى مصر والمساعدات التى يمكن تقديمها لدعم هذا الهدف، سواء بإنشاء منظمات أهلية تهتم بالديمقراطية والمشاركة السياسية،أوإنشاء صحف خاصة يمكنها تغيير الثقافة السياسية ورفع هامش الحريه، ورغم أن معرفة أسباب هذا العرض كانت واضحة لنا جميعا، خاصة مع السعى الأمريكى لإدخال إصلاحات شاملة فى العالم العربى لمقاومة الأصولية الإسلامية المتطرفة، وفى نفس الوقت افتقادنا للشعور بالحريات العامة وتداول السلطة،إلا أنه كان بديهيا ألا نقبل به أونفكر فيه أونسعى إليه، لأن فرض الديمقراطية والحرية لايمكن أن يأتى بتدخل خارجى تحت أى مسمى، ولا يتحقق إلا بإرادة أصحاب الشأن وحدهم .

وللحديث بقية.